نشر تنظيم داعش في سوريا مساء الخميس شريط فيديو يظهر إحراق جنديين تركيين وهما على قيد الحياة، ما أثار ردود فعل تركية غاضبة على مواقع التوصل الاجتماعي، في وقت تتعرض فيه القوات التركية التي تقاتل التنظيم لخسائر كبيرة، وأعلنت قطر والأردن استنكارهما الشديدين للجريمة البشعة التي نفذتها عصابات داعش الإرهابية بحق الجنديين التركيين في وقت تواصلت الغارات التركية على مدينة الباب في شمالي سوريا ما أسفر عن مقتل 16 مدنياً أمس، ليرتفع عدد ضحايا هذا القصف إلى 88 قتيلا خلال ال 24 ساعة الأخيرة، في حين قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية انتزاع السيطرة على مدينة الباب اقتربت من نهايتها. وتظهر الصور في الفيديو الصادر عما يسمى ولاية حلب في شمال سوريا، رجلين يرتديان بزة عسكرية داخل قفص مقيدي اليدين ومربوطين بحبل، قبل أن يتم إحراقهما حيين. وخلال الفيديو، ومدته 19 دقيقة، يهاجم عنصر من التنظيم الإرهابي باللغة التركية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، داعياً إلى إحراق تركيا وتدميرها. وتعيد هذه الصور إلى الأذهان أخرى مماثلة نشرها تنظيم داعش العام الماضي، تظهر إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة بعدما اختطفه التنظيم الإرهابي. وقبل إحراقهما، عرف الجنديان عن نفسيهما بالتركية، وقال الأول إنه يدعى فتحي شاهين مواليد قونية (وسط تركيا)، والثاني سفتر تاش (21 عاماً) خدم في كيليس جنوب شرقي البلاد. وبحسب الإعلام التركي، فإن جنديا يدعى سفتر تاش اختطفه تنظيم داعش في الأول من سبتمبر 2015، لكن أنقرة لم تؤكد ذلك. وكان الجيش التركي أكد الشهر الماضي أنه فقد الاتصال باثنين من جنوده في سوريا، بعيد إعلان وكالة أعماق التابعة للتنظيم الإرهابي مسؤولية الأخير عن اختطافهما. ولم تؤكد السلطات التركية أيضاً عملية الاختطاف. وأعلنت القوات التركية، أمس، أنها قتلت 22 إرهابياً في غارة جوية نفذتها مقاتلاتها على أهداف لتنظيم داعش في منطقة الباب، في إطار عملية درع الفرات، مشيرة إلى أنها استهدفت 51 هدفاً تابعاً للتنظيم الإرهابي في الباب. وأكد الرئيس التركي في تصريحات أثناء مراسم افتتاح ميناء للغاز الطبيعي ببلدة إزمير الساحلية أن الجيش السوري الحر سيسيطر على الباب قريباً بدعم من القوات التركية. واستنكرت الحكومة الأردنية على لسان المتحدث باسمها الدكتور محمد المومني بشدة الجريمة الإرهابية النكراء التي ارتكبتها عصابة داعش الإرهابية بحرق جنديين تركيين. كما أعربت دولة قطر عن استنكارها الشديد للجريمة البشعة التي ارتكبتها مجموعة إجرامية بإقدامها على حرق أسيرين تركيين أحياء. في غضون ذلك، نفذت طائرات حربية تركية ضربات جوية مجدداً أمس، مستهدفة بذلك مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم داعش بريف حلب الشمالي الشرقي، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً من بينهم ثلاثة أطفال، بحسب المرصد السوري. وبحسب المرصد، ارتفع عدد الذين قتلوا جراء مجزرتين متتاليتين نفذتهما الطائرات التركية في مدينة الباب خلال ال 24 ساعة الماضية إلى 88 قتيلاً على الأقل بينهم 24 طفلاً دون ال 18 و13 مواطنة فوق سن ال 18. (وكالات)
مشاركة :