إعداد: قرشي عبدون لا تكتفي ليفربول بشهرة فرقة البيتلز أو بناديها العريق لكرة القدم، وللسائح الزائر للمدينة الإنجليزية استكشاف المدينة الغنية بأماكن الجذب من مسارح الموسيقى والدور الرياضة والميناء البحري والمتاحف المتنوعة. تتميز المدينة بواجهتها المائية المتلألئة ومحالها التجارية الجديدة، ومطاعمها ومجموعة من الفنادق العصرية. ورغم عمليات التطوير الجديدة إلا أن ماضي ليفربول الصناعي العريق يعد جزءاً من مفاتن وجمال المدينة، فتطور منطقة الميناء على نهر ميرسي ورصيف ألبيرت ومبنى ميناء ليفربول، أمثلة بارزة لعمارة القرن السابع عشر والثامن عشر، كما هي الحال بالنسبة لرصيف إستانلي الذي يضم الأحياء التجارية التاريخية وشارع وليام براون الزاخر بالثقافة. تتمتع ليفربول بطقس معتدل، يشبه كثيراً مناخ الجزر البريطانية، دافئ نسبياً مع ميل للحار صيفاً، معتدل شتاء. وأفضل أوقات الزيارة بين الربيع والصيف، عندما يكون الطقس معتدلاً، يسمح للسياح التجوال في المدينة، والاستمتاع بمفاتن الواجهة المائية. متوسط درجة الحرارة صيفا بين 17 و20 درجة مئوية؛ أما الأمطار فتهطل على مدار العام، مع إمكانية تساقط الثلوج في الشتاء. تحتل الثقافة الجزء الأكبر من طابع المدينة الجذاب، فضلاً عن متاحفها الوطنية، ومعارضها الفنية الكثيرة أكثر من أي مدينة إنجليزية أخرى بخلاف لندن، فمن بين متاحفها التي فازت بجوائز، متحف ليفربول وميرسي سايد البحري، وإسليفري الوطني ومعرض تيت ليفربول للفنون وبيتلز ستوري. بالطبع ليست فرقة البيتلز الشهيرة وحدها التي تعود جذورها إلى ليفربول فهناك فرق جيري وبيسميكرز وفرانكي غوز تو هوليوود، وإيكو وبنيمن وغيرها الكثير، أما في الجانب الكلاسيكي، فإن أوركسترا ليفربول الملكية تنال استحساناً كبيراً لدى محبي الموسيقى. أما أجواء التسوق فلا تضاهى بماركاتها البارزة، فيما لياليها الصاخبة تعج بالسياح، فضلاً عن أنديتها الرياضية، التي تخيم على كامل أجواء المدينة. تاريخ ليفربول نشأت ليفربول كقرية صغيرة على ضفة النهر في القرن الثالث عشر، وبدأت التنمية فيها مع ازدهار الميناء خلال القرن السابع عشر والثامن عشر يوم كانت تشتهر تجارة الرق بالإضافة إلى القطن، الامر الذي ساعد المدينة على الازدهار. 40% من قوافل الرق حول العالم كانت تمر في ميناء ليفربول، وفي عام 1830، كانت ليفربول ومانشستر من أوائل المدن الإنجليزية التي تضم خدمة خطوط السكة الحديد والترام، وارتفع عدد السكان في عقود تلت بفضل هجرة الأيرلنديين الفارين من المجاعة التي ضربت أيرلاندا. وبحلول عام 1851، كان ربع سكان ليفربول من أصول أيرلندية، وكانت هجرة الصينيين كبيرة أيضاً، فليفربول موطن لأقدم الجاليات الصينية في أوروبا؛ حيث يصل عددهم إلى 30 ألف صيني، إضافة إلى الجالية الألمانية واليونانية والاسكندنافية والبولندية، التي تركت بصمتها على المدينة. النعم الثلاثة لقد شيدت معالم عدة بارزة في المدينة خلال تلك الفترة، فقد اكتمل العمل على رصيف ألبيرت في 1846، ومباني رويال ليفر وكنارد وميناء ليفربول في مطلع القرن العشرين؛ حيث أطلق على هذه المباني اسم النعم الثلاثة، لكن نصف المباني بالمدينة دمرت، وقتل 2,500 شخص خلال الحرب العالمية الثانية بفعل 80 هجمة جوية نفذت على ضفة ميرسي. لكن عقب انتهاء الحرب بدأت مشاريع ضخمة لإعادة البناء. شهدت فترة الستينات صعوداً لفرقة البيتلز وفرق أخرى محلية، بينما شهدت السبعينات والثمانينات انحساراً في القطاعات الصناعية والموانئ، إضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة. شرعت ليفربول في مشاريع طموحة لإعادة البناء بنهاية القرن العشرين، ونتيجة لذلك تزدهر موانئها اليوم؛ وتتعدد مناطق الجذب السياحي على رأسها معرض تيت ليفربول للفنون، ومعرض البيتلز والمتحف البحري. وكان مشروع تطوير مركز مدينة ليفربول جزءاً مهماً من نهضة ليفربول؛ حيث تم افتتاحه في 2008، عندما أصبحت المدينة الأولى في إنجلترا تفوزبلقب عاصمة الثقافة الأوروبية. الأماكن السياحية وتعتبر كاتدرائية ليفربول، من اهم مراكز الجذب السياحي. تم بناؤها في 1978 وهي أكبر كاتدرائية إنجيلية في بريطانيا. يمكن للسياح مشاهدة المناظر البانورامية المذهلة من فوق برج الكاتدرائية، وكذلك يستطيع السياح رؤية جوانبها المعمارية الفنية القديمة التي قام بتصميمها السير غلس غيلبرت اسكوت. تضم الكاتدرائية أضخم آلة أورغن في المملكة المتحدة، وبرجاً ضخماً أكبر من برج ساعة بيغ بن الشهير، ويحتوي على جرس زنة 15 طناً. أما متحف ميرسي البحري فيحكي قصة ميناء ليفربول، ويجمع بينها وبين قصة المهاجرين، إضافة إلى قصة تجارة الرق، كما يركز على تاريخ ميناء ألبيرت. يضم المتحف أيضاً جداريات بحرية ولوحات زيتية وسفناً بأحجام كاملة، وخصص الطابق الرابع لمتحف العبودية الدولي المخصص لتاريخ تجارة الرق عبر الأطلسي وإرثها الفظيع. نادي ليفربول ليفربول مقر لاثنين من أميز الأندية الناجحة في إنجلترا: ليفربول وأفرتون؛ حيث يوجد خلفه حديقة غدسون الجميلة، لكن خزانة كؤوسه لا تلمع مثل مجموعة الكؤوس التي حصدها نادي ليفربول المزدانة بخمس كؤوس للبطولة الأوروبية لكرة القدم.
مشاركة :