استمر الجدل حول المستويات التي يقدمها الحكم السعودي في المنافسات المختلفة واتسعت دائرة المتضررين جولة بعد أخرى وحتى نهاية الدور الأول لدوري جميل ويبدو أن جميع الأندية احتجت ضد الحكام باستثناء فريق أو فريقين، ولم يكن الاحتجاج بالتصريحات الإعلامية فحسب، بل إن الكثير من الأندية المقتدرة مالياً، طلبت حكاما أجانب حتى في مباريات فريقها على أرض المنافس كما فعل الاتفاق أمام الهلال، عندما طلب الاتفاقيون حكاما أجانب على حسابهم رغم ان المباراة أقيمت على أرض الهلال.(النادي) تقدم في هذا التقرير أسباب تكرار الأخطاء، كما تعرض آراء المختصين الذين بينوا رؤيتهم لواقع التحكيم وعمل لجنة الحكام.. فإلى التفاصيل.. يدرك معظم المتابعين للشأن الرياضي السعودي أن هناك مشاكل كبيرة في لجنة الحكام بسبب هيمنة رئيس دائرة التحكيم الإنجليزي هاورد ويب الذي تجاوز العديد من صلاحياته وباتت علاقته مباشرة بأمانة اتحاد الكرة في الوقت الذي ظل رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بعيدا عن المشهد ويتخذ من اللجنة اسما ومنصبا فقط مقابل رواتب شهرية، هذا الأمر كشفه العديد من الحكام وآخرهم مقيّم الحكام عبدالله القحطاني الذي قال إن عمر المهنا يرفع يده عن التكاليف ويتركها لهاورد ويب دون رقابه أو محاسبة مبيناً بأن المهنا أصبح لا وجود له في لجنة الحكام، متمنيا أن يترك اللجنة أو يتحمل مسؤولياته مشيرا إلى أن المهنا لم يعد له أي حضور وان من يقوم بتكليف الحكام هو هاورد ويب وإذا وجه رؤساء الأندية النقد فليوجهوه لويب، مشددا على أن المهنا يتحمل جزءا كبيرا لأنه رفع يده عن التكاليف. مجاملات أكد القحطاني أن هناك مجاملات واضحة للحكام مشيرا إلى أن الحكم السلطان قاد مباراة الأهلي والشباب ونجح، فيما أسنده له الاتحاد والشباب وسقط سقوطا كبيرا تماما كما حصل مع صلوي الذي قاد الأهلي والاتحاد ونجح خلالها، فتم تكليفه بمباراة الشباب والنصر وسقط أيضا بقراراته، متسائلاً أين بقية الحكام ولماذا يقتلون الحكم الناجح بتكرار المباريات، موضحاً بأن المهنا يعلم بأن هناك أخطاء في التكاليف ويصمت إزاء هذا الأمر ويتحمل مسؤولياته واصفاً ما يحدث بالاستسلام الواضح وأن هاورد ويب تتم مجاملته وهو لا يعرف الكثير عن الحكام ويأتي يوم أو يومين في الأسبوع ويعود لبلاده،كما تساءل عن غياب الإعلام عن انتقاد هذا الوضع، بينما انتقد مارفيك مدرب المنتخب بسبب حضوره المتقطع للإشراف على الأخضر. أسطوانة المهنا يبرز عمر المهنا رئيس لجنة الحكام في تصريحاته المكررة بأسطوانة الحكم جزءا من اللعبة لتضيف عبئا على الحكام السعوديين، ويدرك الجميع من تصريحات عمر المهنا الأخيرة بفقدانه للقرار داخل اللجنة، حيث قال في آخر تصريحاته بعد الجولة ١٢ بأن لديهم أخطاء وبعضها مؤثر وأن النقد الموجه لهذه الأخطاء أكثر من اللازم ومبالغ فيه، مبيناً عدم رضاه عن الحكام متسائلاً هل الأخطاء لديهم فقط في الدوري السعودي، معترفاً بأن تكاليف حكام الجولات في الدوري السعودي تقوم بها دائرة التحكيم وتعرضها على لجنة الحكام للتنسيق في هذا الأمر، مكرراً قوله المعروف بأنه لا يوجد فريق حقق بطولة بسبب الحكام ولا يوجد فريق هبط للسبب ذاته. كلهم متضررون لم يكد ينتهي الدور الأول من الدوري السعودي حتى بلغت تصاريح رؤساء الأندية السعودية ضد قرارات الحكام مدى، يؤكد أن خلل التحكيم هذا الموسم يسير في اتجاه كوارثي، وكان أبرز التصاريح من رئيس الباطن ناصر الهويدي الذي طالب لجنة الحكام بتطبيق القانون ومنحهم حقهم في مباراة الأهلي، مشيراً إلى أن الحكم سلب حقا مشروعا لفريقه، متمنياً من رئيس لجنة الحكام أن يحضر في مناظرة ويشاهدون المباراة معاً، ليشاهد تغافل الحكم عن احتساب 3 ركلات جزاء. وطالب الهويدي رابطة المحترفين بجلب حكام أجانب، ويتم خصم مستحقاتهم من الرابطة، أفضل من أن يقود حكم محلي المباراة ويساهم في خسارة فريقه لنتيجة اللقاء. فقدان الثقة كان رئيس نادي الاتحاد المهندس حاتم باعشن أحد المصرحين بقوله إنهم وضعوا الثقة في الحكم السعودي، ولكن ما رأوه من الحكم عبدالرحمن السلطان في مباراة الاتحاد والشباب لم يكن تحكيما عادلا ولا نزيها، مشدداً بأن عليه أن يراجع نفسه، كونه يمثل الحكام السعوديين ككل ولا بد أن يعرف الحكم السلطان أن سقف الاتحاد عالٍ، ولا يمكن له الوصول إليه بقراراته الخاطئة. وأضاف: لا أستطيع سوى القول حسبي الله ونعم الوكيل، مفيداً أن أي حكم، لا ينصف الاتحاد مستقبلا سوف أعريه ولن نسكت على حقوق النادي. مستويات سيئة تصريح رئيس النصر، الأمير فيصل بن تركي بعد مباراة فريقه أمام الشباب من التصاريح المميزة، عندما وصف حكم المباراة بالسيء فنيا وأنه لم يكن في مستوى المباراة، وسار على طريق التصريحات رئيس الرائد عبدالعزيز التويجري بعد مباراة الأهلي، مؤكداً بأنه رغم ظروفهم خارج الملعب، إلا أنهم يذبحون داخل الملعب في كل مباراة بسبب الحكام. أمل صعب التحقق اصدر نادي الاتفاق بيانا إعلاميا بسبب الحكام وقالوا فيه إن أملهم في التحكيم السعودي غير قابل للتحقيق وأن بقاءهم على موقفهم السابق بدعم الحكم السعودي يعني أنهم سيدفعون ضريبة من نتائج الفريق وبالتالي قررت إدارة الاتفاق طلب طواقم حكام أجانب في مباريات الأهلي والنصر والهلال المقبلة. مطرف: هذه أسباب المشاكل أكد الحكم الدولي السابق مطرف القحطاني أن التحكيم حاليا يعيش في مستوى صعب لا يليق بالدوري السعودي وقال القحطاني إن الحكم السعودي يحتاج إلى امرين مهمين، أحدهما أن يكون الحكم مارس اللعبة ولديه خبرة ودراية وإدراك بما يحصل في الملعب والامر الآخر أن يصرف للحكم مكافآته أولاً بأول ومساواتهم باللاعبين والمدربين والحكام الأجانب وأيضا بأعضاء الاتحاد السعودي الذين يأخذون مرتباتهم أولاً بأول، حيث يبقى الحكم هو الحلقة الأضعف ولا يستطيع أخذ حقوقه. وبيّن القحطاني أن أخطاء الحكام بسبب سوء التكاليف مشيرا الى أن لجنة الحكام فيها تضارب واضح ومجاملات في تكليف الحكام من دائرة التحكيم بقيادة هاورد ويب و أن هناك حكاما يتسببون في أخطاء كوارثية ومع ذلك يستمرون في التحكيم كالسلطان مثلا بينما حكم مثل تركي الخضير أوقف شهرا بسبب الإعلام والجماهير، مشدداً على أن هناك أندية لها طرف في كل مشاكل التحكيم السعودي.