احتفى أكثر من 20 شاعرا من المملكة والعالم العربي في الاحتفالية التي اقامها بيت الشعر بثقافة الدمام الخميس الماضي وتمتد لأربعة أيام بالشاعرة الرائدة فوزية ابو خالد التي قدمت الكثير من العطاء الإبداعي والفكري للساحة السعودية والعربية عبر مسيرة امتدت لسنوات بدأتها في الرابعة عشرة من عمرها بتقديم ابداعات شعرية ملفتة طرقت ابواب قصيدة النثر بقوة وأكدت وجودها على الساحة المحلية كما كانت مقالاتها ودراساتها النقدية ملفتة وثرية بالرؤى والأفكار والإبداع. وتمثلت الاحتفائية بالمشاركة في أمسيات شعرية على مدى زمن الاحتفالية وفي قراءة شعرية شارك فيها شعراء وشاعرات في تقديم نماذج من قصائد الشاعرة المحتفى بها كما تمثلت في توقيع كتب تناولت مسيرة وابداعات الشاعرة.
الاحتفائية شهدت حضورا كبيرا من شعراء وأدباء واعلاميين جاءوا من كل بقاع المملكة تعبيرا عن امتنانهم بالاحتفاء بالشاعرة عبر تلك اللفتة المدهشة التي قام بها بيت الشعر في الدمام والتي طالت من قبل الشاعر الكبير محمد العلي.
الاختيار من قبل بيت الشعر للشاعرة المكرمة كان وفيا وثريا وذكيا ونال رضا الجميع.. ونقدم هنا النماذج الشعرية التي ألقاها شعراء وشاعرات من ابداعات الشاعرة المكرمة.
«١»
إلى متى يختطفونَكِ ليلةَ العُرْس؟
سَتَرَتْ اليابسةَ والبحْرَ
بأسئلةٍ فضّاحةٍ
وتخيّرتْ حَتْفَها
«٢»
امرأةٌ قالوا لها
أنتِ من ضِلْعٍ أعوج
فتعرّفتْ في سِياجِ البلادِ
على عَظَمةِ حوضِها
«٣»
عَلَّمونا أنَّ الصبرَ مفتاحُ الفرَج
ولم يَعُدْ في العُمرِ مُتّسَعٌ للانتظار
«٤»
غَمَسَتْ أصابعَها في الصحراء
وكِتَبَتْ بماءِ السَّرابِ قصيدةً.. تَقْطُرُ
تَقْطُرُ
تَقْطُرُ
إيقاعاً لا يُمَسُّ إلا بالحواس
«5»
كعصفورٍة سَقَطَت من السِّرْبِ في
وعاءِ صَمْغٍ يغلي...
كانت كلّما ضَرَبَتْ بجناحِها
تغوصُ
وكلّما رفرَفَتْ بروحـها تَتَفَتْفَتُ
كانَ خلاصُها مستحيلاً كيفما استدارتْ
«٦»
تبتسمُ
كعذراءَ موهوبةٍ للحياة
تعاوِدُ هزَّ جذْعِ النخلةِ
للواحدِ تِلْوَ الآخَر
مِن البِكْرِ إلى البطنِ الرابع عشر
لم تنسَ قَط
أن تطعمَهم في طلعاتِ التدريب تَمْرَ التمرّد
قبلَ أن تبعدَهم
عن دِفءِ أجنحتِها
وتُفلِتَهم يطيرونَ إلى سمواتٍ جديدة
«٧»
ليس سواي
يحسُّ جراحَ الأَكُف
تقرّحاتِ الأحلام
تشقُّقَ الخاصرةِ
بحثاً عن حرفٍ لم يتنفّسْ فيهِ
إنسٌ ولا جان
ليس سواي
يعلمُ كم مِيتةٍ
يموتُها شهداءُ الوهمِ
قبلَ أن يطلُعَ عليهم الصُّبْحُ
وهم في تِيههم
يَهِيمون
«٨»
على هيئةِ هلالٍ رهيفٍ
في سلامٍ مع نفسِهِ
كنتُ سأكونُ لولا هذا النَّصْلُ
الذي أصابَنِي في مَقْتَلٍ
فَأَخرَجَنِي من سَكِينتي
مثلما خرجَ آدمُ وحواء
من الجنّة
وصارَ عليَّ
ارتكابُ الجرائرِ
والبطولاتِ
لأجدَ معنىً لوجودي
«٩»
نصلّي.. نصلّي طِوالَ السهرةِ
ليكسِرَ اللهُ شوكةَ الحربِ
ولا نلحظُ في الصباحِ
تَوَغُّلَها في الخاصرة
«١٠»
أنشدْنا فيروزَ
سنرجِعُ يوماً إلى حيِّنا
رَجَعْنا لم نعُدْ هناكَ ولم نعُدْ هنا
«١١»
تؤلمُنِي هذه العصافيرُ
المزعجةُ كلّما خَبَطَتْ أجنحتَها في
الفضاءِ وراحتْ تغنّي وكأنّها تسخرُ من سطوتي أو تظنُّنِي وحدي في الحصار
«١٢»
أعتزُّ بالعمى على أن
أرى بعيونٍ لا ترى