سيطرت حالة من الانبهار، والشعور الجارف بالإجلال، والاحترام، على رواد مهرجان «حكايا مسك»، الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك»؛ إزاء قصص التضحيات التي قدمها بواسل الحد الجنوبي، دفاعا عن الوطن، وحرصوا على روايتها لرواد المهرجان. وروى فهد الزيلعي، أحد المصابين في الحد الجنوبي، قصة نضاله في الحرب هناك، وكيف أصيب في أحد أيام شهر رمضان المبارك، فقال: «أنا متزوج ولدي 5 أطفال صغار، تركتهم وزوجتي وأهلي، وذهبت أؤدي واجب الوطن، إذ إنه من حسن حظي أن أكون أحد الجنود المرابطين في الخطوط الأمامية للقتال، بصحبة زملاء لي كانوا سعداء للسبب نفسه». وأضاف: «تعرضت لإصابة شديدة في الرأس واليد، إثر سقوط قذيفة علينا، في أحد أيام الشهر الفضيل، وتحديدا قبيل موعد الإفطار بدقائق معدودة، وكنا قسمنا أنفسنا بحيث يفطر اثنان منا، ويراقب الثالث الموقف أمنيا، إلا أن قذيفة سقطت علينا فتعرضنا لإصابات متفاوتة، واستشهد أحد الزملاء». وأكد الزيلعي أنه شعر بالكراهية للإصابة التي تعرض لها؛ لأنها أبعدته عن ساحة القتال، وعن معاونة زملائه، ومشاركتهم شرف الدفاع عن الوطن. قصة كفاح أخرى من الحد الجنوبي، انسالت تفاصيلها على لسان غرم البيشي، الذي قرر أن يفعل شيئا لرفع معنويات الجنود البواسل هناك، وقال: «قمت بـ4 زيارات إلى الجنود المرابطين هناك، ووصلت إلى الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه كزائر، وكان التواصل أحيانا بيني وبين أفراد الجيش عبر الجهاز اللاسلكي، ولم أصدق نفسي وأنا أتحدث مع هؤلاء الجنود، الذين كانوا يتمنون الشهادة دفاعا عن الوطن، الجميع كانوا يتمتعون بروح معنوية عالية ممزوجة بالعزيمة والإصرار على قتال الأعداء حتى آخر دقيقة في حياتهم، في هذه الأثناء تمنيت أن أكون أحدهم». وأضاف: «رأيت بعيني أحد الجنود أصيب وأمر الضابط بعودته من ساحة القتال لتلقي العلاج، لكنه رفض العودة، وأبى إلا أن يكون متواجدا مع زملائه، الذين كانوا يصدون هجوما مباغتا للأعداء، ولم تمر ساعات إلا واستشهد هذا الجندي في ساحة القتال، فبكاه زملاؤه وأشادوا بجسارته وشجاعته النادرة». وعلى المسرح الرئيس للمهرجان، اصطف ثلاثة من أبناء أحد الجنود البواسل في الحد الجنوبي، ليفاجئهم المذيع الداخلي للمسرح، بصوت أبيهم يأتيهم عبر الأثير. صمت الأبناء الثلاثة عن الكلام لثواني معدودة جراء المفاجأة، فبادرهم الجمهور الحاضر بالتصفيق الحار لهم ولأبيهم، الذي أكد أنه يشعر بالفخر والسعادة وهو يدافع عن تراب الوطن ضد المعتدين. على صعيد آخر لم تخل فعاليات المهرجان من فقرات كوميدية، منها مسرحية «رحلة عـرنوق»، التي نالت استحسان رواد المهرجان، خاصة أنها تمزج بين خفة الظل، والخيال العلمي، وتتحدث عن أحلام الشباب في عام 2090، وتطلعاتهم لتأمين حياة مليئة بالرفاهية والراحة خارج كوكب الأرض. وسجل المهرجان إقبالا هائلا، تجاوز في يومه الثاني 43 ألف زائر، ثلثهم تقريبا من الطلاب المدارس، والجامعات، الذين توزعت زياراتهن بين تسجيل في ورش عمل وندوات تعليمية في الأقسام الإبداعية. وقال رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، إنه تم تسجيل أكثر من 150 طلب زيارة، تقدمت بهم المدارس، إضافة إلى 3 جامعات، وذلك قبل بداية انطلاق المهرجان، مؤكداً في الوقت ذاته أن المهرجان يدار بطريقة احترافية مكنت الطلاب من حضور ورش العمل في الأقسام الإبداعية الأربعة وهي: محترف الكتابة ساحات الرسم معامل «أنميشن» استوديو الإنتاج
مشاركة :