الكاتب الكويتي إبراهيم المليفي يختار في عمله الجديد الدخول إلى عالم النماذج الآسيوية وتجاربها في النهوض من خلال ست رحلات. العرب [نُشرفي2016/12/24، العدد: 10495، ص(16)] قارة لطالما شغلت العالم قديما بسحرها وتوابلها وحريرها الكويت - يختار الكاتب والصحافي الكويتي إبراهيم المليفي، في عمله الجديد الموسوم بـ” آسيا.. المائدة الباذخة”، الدخول إلى عالم النماذج الآسيوية وتجاربها في النهوض من خلال ست رحلات نشرت جميعها في مجلة العربي الثقافية، ترجمت التنوع الذي يمكن للمائدة الآسيوية أن تقدمه لنا نحن العرب من أمثلة حية لإمكانية النهوض الاقتصادي والتعايش السلمي واستثمار الميراث الجمالي في أراضينا، لأننا أحوج ما نكون للاقتراب منها لاستلهام نماذجنا الخاصة في التنمية الشاملة واللحاق بالأمم التي سبقتنا في مختلف المجالات. صورة الغلاف من تصميم الفنان ورسام الكاريكاتور الكويتي، عبدالوهاب العوضي، وأضاف بها لمسة جمالية رفيعة على الغلاف عبر لوحة لخصت معاني التنوع الثقافي والعرقي والديني في آسيا. والكتاب الجديد، الصادر مؤخرا عن دار “الفراشة للنشر والتوزيع”، في مجال أدب الرحلات المعاصرة يرتحل فيه المليفي إلى منطقة جديدة هي قارة آسيا بعد كتابه السابق المعنون بـ” كنا هناك.. صراع مضى وإرث بقى” الذي تركزت رحلاته فيه داخل قارة أوروبا. ويتناول الكاتب، عبر صفحاته، مشاهداته وانطباعاته التي ترسخت في وجدانه، تلك التي استشرفها من خلال رحلاته وأسفاره، وبالتالي يصوغ المليفي هذه الرؤى بأسلوب أدبي متقن. ويرى المؤلف أن قارة آسيا أو المائدة الباذخة كما لقبها، لطالما شغلت العالم قديما بسحرها وتوابلها وحريرها وإشعاعها الروحي والمعرفي، كما أنها، بشرقها البعيد، حفرت مكانها داخل خارطة الاقتصاد العالمي كلاعب أساسي فيها، وصنعت معادلة السهل الممتنع في الاستفادة من التجارب الغربية دون الخشية من ضياع هويتها الثقافية، تلك المعادلة تاه عنها العرب لانشغالهم في سجال الأصالة والحداثة. ويمكن ملاحظة أن الرحلات المنشورة في هذا الكتاب، ثلاث منها تمت في دول جزيرية هي (ماليزيا، تايوان، سريلانكا) والثلاث الأخرى في دول متصلة بأرض القارة هي (تايلند، فيتنام، إيران)، كما يمكن ملاحظة القواسم المشتركة التي رسمت حدودا فاصلة بين كل دولتين من الدول الست التي تمت زيارتها، فمثلا تفردت فيتنام وتايوان بنكهة الاقتصاد وقلق المنافسة مع الجيران الأقوياء. كما أخذت أصفهان الإيرانية وبوكيت التايلندية بنكهة توظيف جمال الطبيعة وعراقة البنيان في دعم الاقتصاد الوطني، وأخيرا حلقت كل من ماليزيا وسريلانكا في فضاء التعايش السلمي بمثالين متعاكسين في التركيبة الدينية ومتطابقين في المضمون. :: اقرأ أيضاً زاهي حواس المؤلف يفضحه كتابه الجزائر تسدل ستار العام على مشهد ثقافي معتاد سيدة الأسرار: عشتار نص يكتب دستور دولة الشهوة العظمى عام الجوائز الأدبية الجزائرية الناشئة
مشاركة :