قصة أحد الناجين من انهيار عمارة «لوران» بالإسكندرية: فقد أسرته تحت الأنقاض فقرر إحياء ذكراهم

  • 12/24/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فى صباح يوم الاثنين ٢٤ ديسمبر 2007، استيقظ المهندس أسامة البحر بالقاهرة على تليفون أحد أصدقائه بالعمل يخبره بإصابة ابنتيه «منى ونهر» وزوجته «ندى» فى سقوط عمارة لوران مكان شقته بالإسكندرية، وكان لديه أمل أن يجد إحداهن على قيد الحياة إلا أنه عندما وصل إلى المكان ووجده كومًا من التراب علم أنه فقد أسرته كلها، وراح ضحية هذا الحادث 38 شخصًا. ورغم آلامه قرّر «أسامة» تخليد ذكرى ابنتيه وزوجته بطرق عدة، حيث كتب رواية حملت عنوان «حياء الكاشف»، وأنشأ جمعية أهلية لمحاربة الفساد، كما قرر بعد أن وجد رصيدًا كبيرًا من الأعمال الفنية لابنته «نهر» أن يقيم معرضًا كبيرًا يضم لوحاتها وإبداعاتها فى الفن التشكيلى، كما أقام لها مسابقة سنوية للفتيات المبتدئات فى الفن التشكيلى والتصوير الفوتوغرافى فى ساقية الصاوى يحين موعدها كل عام فى ذات يوم الرحيل «٢٤ ديسمبر» تبلغ جائزتها ١٢ ألف جنيه. «ربنا إدانى الصبر وقدرت أخلد اسم بناتى وزوجتى ودلوقت أهو ناس وبنات كتير بيدعولهم ربنا يرحمهم وبيفتكروهم بالخير»، هكذا قال المهندس أسامة البحر، الذى تجاوز سن السبعين، وافتتح مسابقة ومعرض «نهر البحر» بساقية الصاوى الذى يقام كل عام فى ذكرى ابنته «نهر» وسيوزع الجوائز، اليوم، على أفضل الأعمال الفنية. وأوضح «البحر» أنه فقد أسرته نتيجة الفساد والإهمال من صاحب العمارة الذى قام بالتعلية دون مراعاة الطرق الهندسية، وقرر تخليد أسرته عن طريق ابنته نهر التى توفيت وهى تبلغ من العمر 26 عامًا ووجد لديه رصيد 80 لوحة من أعمالها، وقال: «لقيتها ثروة كبيرة مقدرش أفرط فيها، فقررت أوظفها فى حاجة وتبقى تكريم ليها وللأسرة كلها، وكنت قاعد مع المهندس محمد عبدالمنعم الصاوى بفكر أعمل حاجة وقولنا نعمل معرض بجوائز للفتيات بشروط». وأشار «البحر» إلى اختياره ساقية الصاوى لحب ابنته الشديد لهذا المكان الذى دعمها فى الرسم وعرض أعمالها وقال: «عملت لها أول معرض فى 2008 بأتيليه الإسكندرية وبعدها قررت أعمل مسابقة ومعرضًا للبنات اللى زيها كل سنة»، لافتًا إلى أنه يعد حاليًا كتالوج يضم أعمالها لكى تستفيد منه جميع الفتيات التى تشارك بالمعرض، كما يعرض فى المعرض كل عام لوحة أو لوحتين كتذكار لها ولتعريف الأجيال الشابة بها.

مشاركة :