انكسر جدار الصمت.. وأخيرا وصلت أول كلمات إلى أذني امرأة بريطانية، بعد نحو أربعين عامًا، حيث ولدت مصابة بحالة نادرة تعرف باسم متلازمة أوشر.   وخضعت جوان ميلن التي كانت مصابة بالصمم العميق، لجراحة زراعة قوقعة سمحت لها بأن تسمع للمرة الأولى في حياتها بعد صمت استمر عقودا.     وتقول ميلن إن القدرة على السماع جعلتها أكثر هدوءًا في تحركاتها.   وأضافت: "من الواضح أنه بالنسبة لي كإنسانة صماء.. فقد كنت دائما أتسبب في أصوات عالية جدا على الأرجح وبإمكاني أن أرى الآن أنني عندما أضع كوبا فإنني أفعل ذلك بشكل أكثر هدوءًا الآن. أعتقد أن الناس حقا يلاحظون الفرق عندما يكونون بالقرب مني".     وظهر التأثر الكبير على وجه جوان عند سماعها أول كلمات في حياتها كلها، قالتها لها ممرضة، كاسرةً بهذا عقودا طويلة من الصمت.     ورغم أن أول كلمات سمعتها جوان كانت مجرد ذكر أيام الأسبوع، إلا أن دموع فرحتها انهمرت وعلامات الارتباك ظهرت جلية على وجهها.     وأقرت جوان أنها في بادئ الأمر كانت تسمع الأصوات وكأنها أصوات روبوتات أو آلات، مضيفةً أنه يتوجب عليها الآن أن تتعلم أن تميز الأصوات كافة. وفي هذا السياق قالت جوان: "إنني أقوم بإنشاء مكتبة سمعية في دماغي".     واعترفت جوان أن "سماع أشياء لأول مرة شيء عاطفي جدًا.. من كبسة زر تشغيل الضوء إلى صوت خرير المياه.. لا أستطيع التوقف عن البكاء".   وأضافت أمس الجمعة "لدي ابنة أخ عمرها خمس سنوات تدعى كيسي.. كانت هنا أمس.. جاءت وقالت لي (عمتي جوان.. أين البسكويت؟) لقد سمعت ما قالته وكان شيئا طيبا للغاية أن أسمع صوت طفل.. كان هذا مؤثرا.. نعم.. قليل من البكاء مرة أخرى".     وقالت والدتها آن ميلن إن ابنتها تعرضت لمخاطرة كبيرة قبل شهر بزراعة قوقعتين في عملية واحدة بمستشفى الملكة اليزابيث .     وأضافت: "أعني أنها تكمل 40 عاما في يوليو ومن ثم فإنها لا تسمع منذ 40 سنة. نعم .. اتخذت خطوة كبيرة بإجراء الزراعتين في وقت واحد لكنها نجحت".     وهذا الاضطراب الجيني نادر ولا علاج له حاليا وقد بدأ في إضعاف الرؤية لدى ميلن في العشرينيات، ما دفعها للتفكير في إجراء زرع القوقعة وهي جهاز الكتروني يزرع جراحيًا.