البطريرك ساكو يدعو المسيحيين إلى الابتعاد عن الحشد الشعبي

  • 12/24/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بطريريك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية العراقية لويس روفائيل ساكو المسيحيين السبت الى عدم الانضمام الى الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية مسلحة مدعومة من ايران، والانخراط بدلا عن ذلك في الجيش العراقي أو البشمركة الكردية. كما حث ساكو المجتمع الدولي، عشية عيد الميلاد، على حماية العراقيين المسيحيين الذي شردتهم الحرب لمساعدتهم على العودة الى ديارهم. وفر عشرات الاف المسيحيين من بلدات شمال العراق في 2014 بعد ان سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، ومساحات كبيرة من محافظة نينوى التي تقع فيها. وشنت القوات العراقية هجوما واسعا في 17 تشرين الاول/اكتوبر لطرد الجهاديين من اخر معاقلهم في العراق. وقال البطريريك ساكو لوكالة الصحافة الفرنسية "اذا اراد المسيحيون حماية بلداتهم عليهم الانضمام الى الجيش او الى قوات البشمركة (الكردية). الميليشيات دليل على الفوضى". ويشير ساكو بذلك الى مجموعات مسيحية مسلحة تشكلت لحماية البلدات المسيحية التي ينسحب منها تنظيم الدولة الاسلامية في شمال العراق، على غرار "كتيبة بابل" المنضوية تحت مظلة الحشد الشعبي. وتم تشكيل الحشد الشعبي بفتوى "الجهاد الكفائي" للمرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني، والتي صدرت بعد اجتياح الدولة الاسلامية شمال العراق في صيف 2014. ويتألف الحشد، الذي يتبع نظريا للحكومة العراقية، من ميليشيات مدعومة من ايران ومتهمة باعمال عنف طائفية في المناطق التي تمت استعادتها من ايدي التنظيم الجهادي. من جهة ثانية، قال البطريرك ساكو "لقد عمت البهجة المسيحيين عند بدء تحرير نينوى". واضاف "ولكن ومع استمرار المعركة، فانهم ينتظرون وهم يشعرون بالخوف ويحدوهم كذلك الامل". واستعادت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي اجزاء من الموصل، الا انها تواجه مقاومة شرسة من الجهاديين الذين يدافعون عن اخر معاقلهم في العراق. ورغم طرد التنظيم المتطرف من العديد من البلدات التي تسكنها غالبية من المسيحيين، الا ان بلدات اخرى مثل بلدة تلكيف التي تبعد 15 كلم شمال الموصل، لا تزال في ايدي الجهاديين. وقال ساكو "في القرى المحررة، الدمار هائل. لقد زرت بعض هذه القرى. 30 الى 40 بالمئة منها مدمر. لحقت الاضرار بالكنائس والشوارع والبنية التحتية". الا انه قال انه يجب طرد تنظيم الدولة الاسلامية من الموصل نفسها قبل ان يتمكن المسيحيون من العودة بامان الى ديارهم. وقال "اذا لم يتم تحرير الموصل، فان داعش سيتمكن من التسلل الى قرانا ويزرع الرعب". نزوح المسيحيين قبل سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين في 2003، كان عدد المسيحيين العراقيين يتجاوز المليون الا ان هذا العدد انخفض الى 350 الفا بعد العنف الطائفي الذي ابتليت به البلاد. وغالبية الذين بقوا في العراق هم من الكلدانيين وهم من المسيحيين الشرقيين المرتبطين بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وجذورهم في شمال العراق. وبسبب سيطرة الجهاديين على محافظة نينوى ومعظم مناطق غرب العراق في 2014 تصاعدت موجة نزوح المسيحيين من العراق. ووضع تنظيم الدولة الاسلامية المسيحيين امام خيارات صعبة: اما اعتناق الاسلام، او دفع الجزية، او النفي او القتل. وفر نحو 120 الف مسيحي. وقال ساكو ان هؤلاء بحاجة الى حماية اذا عادوا الى مناطقهم التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال ساكو "لقد طالبنا بضمانات من المجتمع الدولي. يجب ان يكون هناك مكتب تابع للامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي لمراقبة سير الامور، بدلا من القاء الناس في قراهم دون حماية وتعريضهم للتهديد من قبل جيرانهم". واقترح ان تتولى كل دولة من الدول الاوروبية مهمة اعادة بناء احدى القرى او البلدات. وقال ان ذلك "سيشجع العراقيين الذين سعوا الى اللجوء في اوروبا على العودة الى ديارهم". ودعا الى اجراء حوار وطني للمصالحة بين مختلف الطوائف والاتنيات العراقية، وقال ان حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي التي يهيمن عليها الشيعة والسلطات الدينية الاسلامية غيرت خطابها. واوضح ان "السلطات الدينية الاسلامية قالت انه من الجيد الاحتفال بعيد الميلاد مع المسيحيين".

مشاركة :