خلص المحلل الإسرائيلي رونين بيرجمان إلى أن التدخلات العسكرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتن في الشرق الأوسط لها ثمن مادي ومعنوي، وشبه تدخل بوتن في سوريا باحتلال إسرائيل للبنان عام 1982 وهو الغزو الذي علم إسرائيل أنها كلما تمادت في الاحتلال، زاد معه الثمن المدفوع. وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية أن بوتن اعتقد أنه وجد فرصة ذهبية في الحرب الأهلية السورية لإعادة وضع بلاده على الساحة الدولية مرة أخرى كقوة عظمى. وفي سبيل تحقيق ذلك، سحق بوتن القوات المعارضة لنظام الأسد والتي تميل للفكر المعتدل والعلماني، كي يتبقى بديل وحيد على الساحة السورية وهو الحركات المتطرفة، والتي ستجعل العالم أمام خيارين إما نظام بشار الأسد المجرم أو التطرف، وعليها بالطبع أن تختار أقل الضررين. وأضاف بريجمان أن بوتن جعل من إيران وحزب الله، اللذين يساندان الأسد ويرغبان ببقاء نظامه، حليفين له لا يمكن لهما أن يتخليا عن قوة روسيا في المنطقة. وبمرور الوقت بدا أن بوتن ينجح في لعبته، فقد وظف قوة عسكرية رخيصة لنصرة بشار دون أن تقتل قوات روسية، وأيضاً ساهم في استعادة بشار لمدينة حلب بعد أن دمرها. ولفت إلى أن تركيا حاولت تحدي روسيا بالكلام والفعل فأسقط مقاتلة روسية اخترقت مجالها الجوي، لكن رد فعل بوتن العنيف ضد أردوغان دفعه للاعتذار. يقول الكاتب: إن حظوظ بوتن تغيرت، فقد نجح تنظيم الدولة في إسقاط طائرة روسية في سماء مصر وقتل كل من فيها انتقاماً لتدخل روسيا العسكري في سوريا. أيضا فرض المجتمع الدولي عقوبات ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا وهو أضعف اقتصادها نسبيّا. وأخيراً فإن أفعال بوتن في سوريا دفعت ضابطاً تركيا إلى قتل السفير الروسي لدى أنقرة انتقاماً لأفعال بلاده في سوريا وخاصة مدينة حلب.;
مشاركة :