الألعاب الشعبية..جزء راسخ من ذاكرة الوطن

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«أقرأ عن وطني» مساحة من المعرفة تخصصها «الإمارات اليوم» لتعريف القرّاء من مختلف الأعمار بدولة الإمارات، من خلال طرح موضوعات ترتبط بالهوية الوطنية، وتاريخ الدولة وثقافتها، وتراثها ولهجتها وإنجازاتها، وكل ما يرتبط بهوية ومكونات الدولة، والشخصية الإماراتية، وهو ما يصبّ في تحقيق أهداف نشر المعرفة والثقافة التي يستند إليها «عام القراءة». تمثل الألعاب الشعبية جانباً مهماً من تراث الدولة، وعادات المجتمع التي تُتوارث جيلاً بعد جيل. اهتمام الألعاب الشعبية أصبحت مهددة بالاختفاء، ولذلك حرصت المؤسسات المهتمة بالتراث والثقافة على تشجيع الأطفال على ممارسة هذه الألعاب ضمن معسكرات وملتقيات يتم تنظيمها بشكل دوري، ويشرف عليها مدربون متخصصون في التراث الإماراتي. وفي دولة الإمارات مازالت الألعاب الشعبية تشكل جزءاً راسخاً من ذاكرة أبناء المجتمع، الذين نشأوا وتربوا على هذه الألعاب، واعتادوا التجمّع معاً في الأمسيات وقبيل الغروب في طرقات الفريج للممارسة هذه الألعاب بسعادة وفرح. وتتميز الألعاب الشعبية باعتمادها على أفكار بسيطة من البيئة، وفي الوقت نفسه ارتباطها بالقيم والعادات والتقاليد السائدة فيه. فإلى جانب كونها وسيلة للترفيه والتسلية؛ كانت تمثل الألعاب الشعبية وسيلة لإكساب الأطفال اللياقة البدنية وتنمية مواهبهم، بالإضافة إلى تنمية العلاقات الاجتماعية وتجسيد روح الأخوة والتعاون، وتأصيل روح المثابرة والمغامرة والجماعية وخلق التوازن النفسي. كما أنها تسهم في توطيد أواصر العلاقات الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد. وأيضاً كان لها دور مهم في تعليم الأطفال الكثير من المبادئ والسلوكيات المرتكزة على الالتزام والشجاعة والفروسية والذكاء وحب الجماعة. وتنقسم الألعاب الشعبية إلى فردية وجماعية، وألعاب للأولاد الذكور فقط وأخرى للفتيات، بالإضافة إلى ألعاب مشتركة، كما تختلف الألعاب من منطقة إلى أخرى، حسب البيئة التي تتنوع في الإمارات بين الجبلية والبحرية والبرية. وفي الوقت الحالي؛ ومع تزايد تأثير الألعاب الإلكترونية وارتباط الأطفال بها من جهة، وكذلك اختلاف شكل وتصميم المنازل والشوارع في المدن الحديثة، وانحسار البيوت الشعبية والأحياء التقليدية (الفرجان) من جهة أخرى؛ أصبحت الألعاب الشعبية مهددة بالاختفاء والاندثار، ولذلك حرصت المؤسسات المهتمة بالتراث والثقافة على تشجيع الأطفال على ممارسة هذه الألعاب ضمن معسكرات صيفية وملتقيات تراثية يتم تنظيمها بشكل دوري ويشرف عليها مدربون متخصصون في التراث الإماراتي، كما في الملتقيات التي ينظمها نادي تراث الإمارات في جزيرة السمالية، والفعاليات التي يشهدها مهرجان الشيخ زايد التراثي في الوثبة، والفعاليات التراثية التي تقام في الشارقة وغيرها. كما قامت بعض الجهات بالعمل على توثيق الألعاب الشعبية وتوضيحها، وشرح كيفية ممارستها، والاختلافات فيها من بيئة لأخرى بما يعكس خصوصية هذه البيئة. من أهم الألعاب الشعبية في دولة الإمارات: • الكرابي: تلعبها مجموعة من الأطفال يشكلون فريقين، كل واحد منهما له خط مستقيم يقف أعضاء الفريق عليه، وموازٍ للخط الآخر؛ وتبدأ اللعبة بأن يقفز طفل من أحد الفريقين على رِجل واحدة، ويثني الأخرى للخلف ويمسكها بيده، محاولاً الوصول إلى الخط الثاني، وتحدث محاولات من الفريق الآخر لإعاقة وصوله. •عربانة الحديد: تتكون من عجلة الدراجة الهوائية، إذ يتم إدخال قضيب حديدي طويل في الثقب الذي يتوسط العجلة، وتقوس مؤخرة القضيب الحديدي عند مقبض اليد، ويقوم الطفل بدفع العجلة وهو يجري. • الغميضة: يتم فيها عصب عيني أحد الأطفال بقطعة قماش، ليقوم بالجري وراء الأطفال الآخرين المشاركين في اللعبة للإمساك بهم حتى يحل محله، بينما يقوم الأطفال بإصدار أصوات تربك حركة صديقهم معصوب العينين. • التيلة: عبارة عن قطعة زجاجية كروية الشكل وألوانها مختلفة، وتلعب بطرق عدة، والهدف من اللعبة كسب أكبر عدد من التيل. • طاق طاق طاقية أو الثعلب فات: يجلس مجموعة من الأطفال على الأرض بشكل دائري، ويتولى أحدهم عملية الجري حولهم وهو يحمل قطعة قماش ويردد أهزوجة خاصة باللعبة. • خبز رقاق: من الألعاب التي يلعبها الأولاد وتتطلب لياقة بدنية عالية، وفيها ينحني واحد أو أكثر إلى الأمام ويقوم الآخرون بالقفز من فوقه، بعد أن يسندوا أكفهم على ظهره، وهم يرددون أهزوجة خاصة باللعبة. 25 لعبة من بيئات مختلفة توجد في الإمارات نحو 25 لعبة شعبية متوارثة في المدن والقرى والجبال والبادية، تعبر في مجموعها عن البيئة التي تربى فيها أطفال الإمارات، إذ تفرض طبيعة كل منطقة خامات معينة وطبيعة حياة تختلف عن غيرها من المناطق الأخرى؛ ولذلك تعد الألعاب والفنون الشعبية جزءاً مهماً من روح الشعوب، ومن أبرز مفردات التراث لكل مجتمع، ووسيلة ترفيه تحمل في طياتها مهام أخرى؛ مثل تنمية قدرات الأطفال الذهنية والحركية، وتجسيد روح التعاون والألفة بين الجماعة، إذ تعبر الألعاب عن روح الشعوب.

مشاركة :