تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى مقتل السفير الروسي في أنقرة؛ مشيرة إلى أن بعضا يعزوه إلى غضب مراكز القوى السنية في المنطقة. جاء في مقال الصحيفة: رفضت الخارجية الأمريكية الاعتراف بأن محادثات روسيا-إيران تركيا، دليل على فقدان واشنطن الزعامة في الشرق الأوسط. أما المحللون، فيؤكدون عكس ذلك. ويشيرون إلى الدور الرائد لروسيا، التي أصبحت، بحسب قولهم، موضع كره تلك مراكز القوى في المنطقة التي تدافع عن حقوق السنة. وأن اغتيال السفير الروسي لدى تركيا هو برهان على ذلك. من جانبه، فإن وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري لا يرى في المحادثات، التي جرت في موسكو وجمعت وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، تجاهلا للجانب الأمريكي. فقد صرح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي بأن كيري "يفهمها كمحاولة جماعية للتوصل إلى السلم في سوريا، وهو يرحب بأي تقدم في هذا المجال". وأضاف كيربي: نحن لن نتغاضى عن أي جهود ترمي إلى التوصل إلى نتائج جيدة في الأزمة السورية. وإذا كانت هذه الجهود تبذل من دوننا عن قصد أو سهوا، ولكنها تعطي نتائج جيدة، فنحن ندعمها". كما أشار كيربي إلى أن الطروحات التي تضمنها البيان الختامي عن لقاء الوزراء الثلاثة في موسكو، تشبه تلك التي طرحتها واشنطن. Reuters Reuters TV جون كيربي واضاف كيربي: "نحن لم نشارك في محادثات موسكو، ولكن هذا لا يعني أبدا أن الدبلوماسية الأمريكية حاليا غير فعالة أو غير قادرة وأنها ليست جزءا من جهود أوسع. نحن ما زلنا داخل هذه العملية، ونحاول التوصل إلى نتائج جيدة. لقد كان وزير خارجيتنا في الرياض خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكانت الزيارة مكرسة لأوضاع اليمن، ولكنه بالطبع استغل هذه الفرصة للحديث مع شركائنا في المنطقة عن أوضاع سوريا". وأكد كيربي في إيجازه الصحافي، أن من السابق لأوانه الحديث عن فقد الولايات المتحدة دور الريادة في الشرق الأوسط. بيد أن لصحيفة وول ستريت جورنال رأيا آخر بهذا الشأن، حيث تشير إلى أن الدور الريادي في المنافسات السياسية يعود إلى روسيا في المنطقة حاليا، وأن "هذا التقدم جعل من موسكو لاعبا لا غنى عنه". لكن الصحيفة تستدرك وتقول إن للزعامة الروسية وجها آخر، حيث باتخاذها مكان الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، فإنها تجرب الهالة الأمريكية كـ "دولة إمبريالية عظمى أجنبية تحارب الإسلام والمسلمين" الراسخة في عقول سكان المنطقة. وإن اغتيال سفيرها لدى تركيا يؤكد مرة أخرى هذا الأمر. في غضون ذلك، يحذر بعض المحللين من الخروج باستنتاجات متسرعة عن صورة روسيا في الشرق الأوسط، حيث أشار نيقولاي كوجانوف، الموظف في برنامج "تشاثام هاوس" الروسي-الأوراسي إلى أنه "لا يمكن تبسيط ما يخص أهل السنة. فالشرق الأوسط لا يقسم فقط إلى السنة والشيعة. وليس صحيحا القول إن روسيا ضد أهل السنة، لأن السنة إلى جانب الشيعة والطوائف الأخرى يقاتلون إلى جانب النظام السوري. والحديث هنا هو عن موقف بلدان ومجموعات معينة. وإن صورة روسيا في الشرق الأوسط تغيرت كثيرا عما كانت عليه منذ بداية الحملة. وعلى الرغم من أنها لم تكن إيجابية دائما، فإن ما استعرضته موسكو من إمكانياتها في رسم الخطوط الحمراء والإصرار عليها بغض النظر عن الموقف منها، يكوِّن في الشرق الأوسط شعورا بأن موسكو عامل في المنطقة يجب أخذه بالاعتبار". كما يؤكد الخبير أنه ليس بإمكان روسيا إزاحة الولايات المتحدة من المنطقة، لأنها لا تملك إمكانيات اقتصادية وسياسية تسمح لها بذلك. وإن النجاحات التي حققتها موسكو في المنطقة ليست ناجمة عن إزاحة واشنطن منها، بل لأنها تمكنت من استغلال الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في سياستها الشرق أوسطية. أما رئيس معهد الدين والسياسة ألكسندر إيغناتينكو، فله رأي آخر في هذه المسألة، ويقول إن المحادثات الثلاثية بين روسيا وتركيا وإيران هي إشارة إلى أن روسيا بدأت تحتل دورا رياديا في منطقة الشرق الأوسط، و "تشكل روسيا وتركيا نواة هذا الاتحاد الهش. ولكنهما تمكنتا من تحقيق صيغة معينة لتسوية أزمة حلب، التي قد تصبح صيغة لتسوية النزاع السوري. Sputnik Владимир Федоренко الكسندر إيغناتينكو وتسبب الترويج لحل الدولتين باستبعاد ملكيات الخليج وإيران من عملية التسوية. بيد أن إيران عملت كل ما بوسعها لمنع الخطة الروسيةالتركية، حتى أنها أطلقت النار على قافلة المجموعات السنية التي خرجت من حلب. أي بهذه الصورة وغيرها فرضت طهران نفسها على روسيا وتركيا. لذلك، فإن البلدان التي استبعدت من عملية التسوية، تفاعلت سلبا جدا. فقد بدأت "المملكة السعودية وقطر بانتهاج سياسة بديلة للتي تنتهجها روسيا وتركيا وإيران. وفي تلك المناطق التي تسيطر عليها المجموعات السورية، بدأ تشكيل شبه دولة سنية، حيث أعلن عن ظهور شكل جديد لـ "القاعدة".
مشاركة :