أقام المسيحيون في مدينة برطلة القريبة من الموصل شمالي العراق، أمس، أول قداس لأعياد الميلاد منذ أكثر من عامين، بعد تقهقر تنظيم داعش من المدينة. وسيطر التنظيم المتطرف في وقت سابق على برطلة، ما أدى إلى فرار السكان ونزوحهم إلى أماكن أخرى، لكن استعادة القوات العراقية للمدينة ضمن معركة الموصل سمحت لبعض السكان بالعودة. وتمثل إقامة القداس الديني خطوة مهمة بالنسبة للمكون المسيحي في برطلة، لتجاوز الآثار المدمرة التي خلّفها تتظيم داعش في المدينة. وقبل أغسطس 2014، كان آلاف المسيحيين العراقيين يعيشون في برطلة، حتى سقطت في يد داعش أثناء حملته الخاطفة التي انتهت بالسيطرة على مناطق كبيرة من العراق وسوريا. وقال المطران موسى شمالي قبل مراسم الاحتفال بليلة عيد الميلاد في كنيسة مار شموني، التي تعرضت لأضرار جسيمة وانتزعت صلبانها وشوهت تماثيل القديسين بها: إن مشاعر الحزن والفرح تختلط في هذا الاحتفال. وأضاف أن هناك شعوراً بالحزن لما أحدثه مواطنون عراقيون في أماكن مسيحية مقدسة، لكنه يمتزج بالسعادة للاحتفال بأول قداس في البلدة منذ عامين. ومحافظة نينوى واحدة من أقدم البقاع التي عاش بها مسيحيون، ويعود ذلك إلى نحو 2000 عام. واستهدف تنظيم داعش عدة طوائف في مناطق حكمه، وفر أغلب مسيحيي برطلة إلى إقليم كردستان عبر نهر الزاب باتجاه الشرق. وستستغرق عودة الناس إلى البلدة فترة من الوقت، إذ إنها لاتزال دون خدمات أساسية ويحمل الكثير من مبانيها آثار القتال. (وكالات)
مشاركة :