إذا كانت صورة الطفل ايلان كردي، العام الماضي تمثل تجسيداً للمعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون، فإن صورة الطفل عمران بوجهه الصغير الملطخ بالدماء والغبار صدمت الملايين حول العالم. تصدرت صورة الطفل الحلبي البالغ من العمر أربع سنوات الصفحات الأولى في الصحف العالمية، ومقدمات نشرات الأخبار في القنوات التلفزيونية، وتناقلها الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، في وقت اعتبرت واشنطن أنها تجسد الوجه الحقيقي للحرب التي تعصف بسوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011. ظهر عمران بعد دقائق من نجاته من غارة استهدفت منزله في حي القاطرجي تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وبدا جالساً على مقعد داخل سيارة إسعاف وهو يرتدي سروالاً قصيراً والغبار يغطي جسده. ويبدو الطفل مذهولاً ولا ينطق بكلمة. يمسح بيده الدماء التي سالت من وجهه ثم يعاينها بهدوء قبل أن يمسحها بالمقعد، من دون أن يبدي أي ردة فعل. قال والد الطفل عمران الذي فضل مناداته بكنيته أبو علي لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية خوفاً من الانتقام من عائلته، بعد أن أصبحت عن غير قصد رمزًا لوحشية النظام السوري، إنه كان يجلس بجانب ابنه عمران على أريكة في غرفة المعيشة مع ابن آخر، وابنتين أيضاً في شقة بالطابق الأول، قبل سقوط البراميل المتفجرة على البناية. ويقول: إنه أمر مؤلم للغاية أن تشاهد أطفالك يسقطون أمام عينيك. ويواصل أبوعلي قائلاً: إنه حفر بنفسه منفرداً تحت الأنقاض قبل أن يجد عمران، أول أبنائه الذين عثر عليهم قبل أن يسلمه لرجال الإنقاذ الذين وصلوا إلى حطام منزله حتى يتمكن من الاستمرار في البحث عن المتبقيين، وهما طفلان.
مشاركة :