بعد منافسة شديدة بين المتأهلين للتصفيات النهائية، اختتم برنامج منشد الشارقة الذي تقدمه مؤسسة الشارقة للإعلام، مساء أمس الأول، موسمه التاسع، بتتويج المنشد المصري محمود هلال بلقب البرنامج، الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فيما حاز على المركز الثاني المنشد الأردني نزار الشياب، وجاء في المركز الثالث المنشد المغربي علي المديدي. وكان مسرح المجاز بالشارقة، شهد أمس الأول تدفقاً جماهيرياً كبيراً، تابعوا فعاليات السهرة الختامية للبرنامج، التي حضرها كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والدكتور خالد عمر المدفع، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد خلف مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة، وعدد من الشخصيات الهامة والدبلوماسيين من السفراء والقناصل المعتمدين في الدولة، وأحياها المنشدون السوري عدنان الحلاق، والعراقي حقي الحيالي، والعماني محمد الوهيبي. وقام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي والدكتور خالد عمر المدفع، بتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، كما كرم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رعاة البرنامج وكافة المساهمين فيه. وخلال السهرة الختامية، تابع الحضور مجموعة من الفقرات الإنشادية التي قدمها المتسابقون الستة المتأهلون إلى التصفيات النهائية وهم: السوري زاهر المرعي الذي قدم أنشودة يا خير الهادي ليدخل الجمهور في حالة طربية عالية، فيما قدم اليمني حمدي دويد أنشودة مزج فيها الألوان الصنعانية والشرقية معاً بطريقة جميلة، حاز من خلالها على ثناء لجنة التحكيم، أما المغربي علي المديدي فقدم أنشودتين هما طالما أشكو غرامي ولا إله إلا الله، وقال له أعضاء اللجنة أنه تحدى نفسه في مقام جديد وأتقنه، بينما قدم المنشد الجزائري محمد بن كروش مزيجاً من الأناشيد التي حملت لمسة من التراث الجزائري، لينال تقدير الفنان لطفي بوشناق على تمسكه بإرث بلاده، واللون الأندلسي، ووصف المنشد الإماراتي أسامة الصافي صوته بالربابة العذبة، في حين قدم المنشد الأردني نزار الشياب أداء مريحاً من خلال أنشودة طيبة التي تنقل فيها بسلاسة واضحة بين المقامات، فيما تحدت لجنة التحكيم بالإجماع أن يتمكن أحد من مجاراة صوت المصري محمود هلال، الذي فاز باللقب عن جدارة. وحظي المتسابقون بثناء لجنة التحكيم، التي أوصتهم بضرورة مواصلة العمل على تطوير أنفسهم بهدف الارتقاء بهذا الفن، وعدم اعتبار المسابقة بمثابة محطتهم الأخيرة، وإنما نقطة انطلاق جديدة نحو العالمية. وفي الوقت ذاته، شهد الحفل تفاعلاً جماهيرياً مع المنشدين السوري عدنان الحلاق، الذي سبق له المشاركة في الموسم الأول من منشد الشارقة، والمنشد العراقي حقي الحيالي، الذي شارك في الموسم الرابع من البرنامج، والمنشد العماني محمد الوهيبي الذي سبق له المشاركة في الموسم السابع من البرنامج، والذين صدحوا بمجموعة من الأناشيد التي أضفت أجواء جميلة على الحفل. وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام أن إمارة الشارقة ومن خلال هذا البرنامج، تؤكد بقاءها الدائم خلف أي جهد من شأنه دعم الفن الهادف.وقال: لم يكن لمنشد الشارقة أن يحقق كل هذا النجاح، لولا دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي طالما وجهنا إلى توفير كافة السبل التي تضمن نجاح البرنامج، لا سيما وأنه بات يحظى بجماهيرية عالية، على مستوى العالم أجمع. وأضاف: استطاع برنامج منشد الشارقة أن يتحول إلى أكاديمية إنشادية، تستقطب محبي الفن الهادف من كافة أنحاء المنطقة العربية والعالم، وبلا شك أن تميزه يأتي من خلال تفرده في هذا المجال، حيث لا توجد هناك أي مدينة أو دولة في العالم، قد سبق لها أن مضت في هذا الاتجاه، وهو ما يعكس فرادة توجهات مؤسسة الشارقة للإعلام. وعبر المنشد المصري محمود هلال عن فرحته بالفوز، وقال: أهدي اللقب إلى بلادي التي لم يسبق لها أن فازت بهذا اللقب، كما أهديه لكل منشدي مصر، وبلا شك إن حصول مصر على لقب منشد الشارقة يثبت أن مصر تمتلك أصواتاً جميلة في الإنشاد الديني الهادف، وقادرة على المنافسة والحصول على المراكز الأولى في مسابقات عدة. وأشار هلال إلى نيته الانضمام إلى إذاعة القرآن الكريم في القاهرة، إلى جانب اهتمامه بمجال الإنشاد وتعليم الشباب عليه، وأكد نيته التحضير لألبوم إنشادي يتضمن أعمالاً مختلفة في ألوانها ومقاماتها الموسيقية. وقال المنشد الأردني نزار الشياب: مررنا بمرحلة حاسمة، وأهدي فوزي بالمركز الثاني إلى أهلي في الأردن، ووالدي ووالدتي اللذان طالما حفزاني بالمضي في هذا الطريق. وأكد على استمراره في الإنشاد مع فرقته، وقال: سنعمل خلال الفترة المقبلة على رفع أداء الفرقة وأن نعمل على تطويره بشكل كبير، وهذا الفوز بلا شك سيحدث نقلة نوعية في مسيرتي ومسيرة الفرقة، لأن برنامج منشد الشارقة له ثقله على الساحة العربية والعالمية، وبالتأكيد إن فوزنا فيه، سيرفع من قيمة ما نقدمه من أعمال. وأهدى المغربي علي المديدي فوزه بالمركز الثالث إلى جمهوره وأهله في المملكة المغربية، وقال: بعد برنامج منشد الشارقة سأعمل على الانتهاء من مجموعة من الأناشيد، التي أنوي طرحها في الأسواق، كما سأبدأ أيضاً بجولة فنية داخل المغرب وخارجه. أما ضيف السهرة الختامية، المنشد العماني محمد الوهيبي. فقال: أعتقد أن هذه المشاركة تتيح أمامنا الفرصة لأن نجدد العهد مع برنامج منشد الشارقة وإمارة الشارقة والإمارات أيضاً، وشعوري لا يوصف بأن أتيحت لي الفرصة مرة أخرى لأن أقف على مسرحمنشد الشارقة. وتقدم الوهيبي بأحر التبريكات إلى المصري محمود هلال الفائز بلقب البرنامج، وقال: بلا شك إن مجرد الوصول إلى التصفيات النهائية في منشد الشارقة إنما يدل على النجومية، وأصبح الآن بإمكانهم الانطلاق نحو العالم، كونهم تمكنوا من صنع قاعدة جماهيرية قوية لهم، تمكنهم من الاستمرار في هذا المجال. وحصل الفائز بالمركز الأول إلى جانب اللقب على جائزة مادية قدرها 150 ألف درهم وسيارة شيفروليه إمبالا، فيما نال صاحب المركز الثاني جائزة مالية وقدرها 100 ألف درهم، وحصل الفائز بالمركز الثالث على جائزة مالية قدرها 75 ألف درهم. قفزات نوعية عبر الدكتور خالد عمر المدفع عن شكره الجزيل لصاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه ورعايته الكريمة للبرنامج. وقال: ما يحظى به هذا البرنامج من رعاية كريمة من قبل صاحب السمو حاكم الشارقة، إنما هو دليل على أهمية فن الانشاد، وبلا شك أننا في مؤسسة الشارقة للإعلام سنستمر على نهجنا في تحقيق رؤى وتوجهات إمارة الشارقة في تعزيز حضور الفن الهادف والقيم المتميّزة التي تدعو إليها. وتابع: حقق منشد الشارقة خلال مسيرته قفزات نوعية، استطاع من خلالها أن يقدم مجموعة من المنشدين المحترفين، الذين ساهموا جميعاً في إحياء سهرات البرنامج الثلاث، وهذا يمثل دليلاً على مدى تأثير البرنامج في الساحة.