«واحة الأحساء» على أبواب «يونيسكو» وعيونها على السياحة الزراعية

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يترقب الأحسائيون دخول واحتهم الزراعية إلى قائمة التراث العالمي التابعة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، فيما تسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى تنشيط السياحة الزراعية في الأحساء والتي تُعد من أكبر الواحات الزراعية حول العالم، متربعةً على مساحة تبلغ 379 ألف كيلومتر مربع، وتحتضن أكثر من ثلاثة ملايين نخلة، يصل إنتاجها سنوياً إلى 160 ألف طن من أجود أصناف التمور. وعرفت تربة الأحساء، التي توالت عليها الحضارات على مر العقود، أنواع عدة من النباتات والمزروعات. وتتنوع مواردها من الزراعة والتراث والسياحة، وتعتبر بوابة السعودية إلى دول الخليج العربي، والعكس. وأطلقت «هيئة السياحة» العام 2011 مبادرة خاصة في السياحة الزراعية في الأحساء، تستهدف إيجاد منتجات سياحية في المناطق الزراعية والريفية، يقدم من خلالها المزارعون والمستثمرون خدمات سياحية إلى السياح والزوار، مثل الإيواء في الاستراحات الريفية وتسويق المنتجات الزراعية وتقديم خدمات الضيافة. وكان رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان التقى وفد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في العام 2014 لتسجيل «واحة الأحساء» في القائمة العالمية، واستعرض اللقاء جهود الهيئة وشركائها في تحقيق متطلبات تسجيل الواحة في القائمة. ويشمل توثيق المعالم والعناصر الرئيسة فيها، مثل الأنهار والعيون والممرات المائية والمزراع التي تحتضنها الواحة، وفق ما أكدت مديرية الزراعة في الأحساء التي تستعين بالوثائق التاريخية الموجودة لدى أصحاب المزارع الشهيرة ولدى المهتمين والتي تقدر أعمارها بمئات السنين. وتعد هذه العيون الطبيعية والأنهار من أهم مقومات العنصر الزراعي في الواحة، وخصوصاً تلك التي لم تتأثر في شكلها ومعالمها وموقعها الجغرافي، بالإضافة إلى القنوات التي تشكلت من تدفق مياه العيون. ولفتت «هيئة السياحة» في الأحساء إلى فرص نجاح السياحة الزراعية في الواحة، كون «منظومة التجربة السياحية المتكاملة متوافرة في المحافظة»، لأنها تمتلك عدداً كبيراً من المنتجعات الزراعية والاستراحات، إلى جانب مزارع الواحة التي يرعاها مزارعون يمارسون مهنة الفلاحة، لأن السياحة الزراعية نمط سياحي مهم يتطلب تفاعل ومشاركة جميع جهات ومكونات المجتمع. وتحوي الأحساء أيضاً منتزة «الأحساء الوطني» الذي أُنشئ مطلع العام 1962، ضمن مشروع يستهدف صد زحف رمال الصحراء على المنطقة. وتبلغ مساحته الإجمالية 4143.5 هكتار، منها 1800 هكتار مساحة مزروعة، ويحوي سبعة ملايين شجرة، 90 في المئة منها أثل محلي، والباقي أصناف مستوردة، منها «الأكاسيا» و«الكازورينا». وتتوزع أشجاره بين الحدائق وبرك السباحة وملاعب الأطفال ومضمار للخيول وآخر للدراجات، ويشكل واجهة سياحية للزائرين من داخل المملكة وخارجها. ومن أبرز معالم الواحة جبل القارة، الذي يقع بالقرب من بلدة القارة وغير بعيد عن منتزه الأحساء الوطني. ويعتبر من الجبال الفريدة من نوعها، لاحتوائه على كهوف ومغارات، تتميز بأنها باردة صيفاً ودافئة شتاءً. ويطل الجبل على بساتين نخيل على امتداد البصر. لكن المزارعين في الأحساء يشتكون من شح المياه، على رغم أن الواحة اشتهرت بغزارة مائها وكانت مضرب المثل «كناقل الماء إلى هجر». وقلّة المياه في العقود الأخيرة أدى إلى تأثر الزراعة، ما أدى بدوره إلى نقص محاصيلهم، بالإضافة إلى ما خلفته سوسة النخيل الحمراء من القضاء على جزء كبير من نخيل الواحة، وندرة الأيدي العاملة بسبب صعوبة إصدار تأشيرات دخول العمال من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إلى جابن صعوبة تسويق منتجاتهم. ولا تزال أزمة المياه واقعاً ملموساً يهدد الواحة، على رغم الجهود والحملات التي أطلقتها الوزارات والجهات المعنية، في خطوة تهدف إلى نشر الوعي بترشيد استهلاك المياه وخفض كميات ضخها، إلى جانب الدراسات التي أُجريت للحد من المياه المهدرة.

مشاركة :