دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الدول التي «تعتبر نفسها آمنة إلى الحذر من الأخطار المحيطة بها، فعناصر داعش في كل مكان»، في وقت شدد رئيس البرلمان سليم الجبوري على حاجة المنطقة إلى خطة إقليمية ودولية لمواجهة «الإرهاب». وقال العبادي خلال كلمة ألقاها في قمة «الشباب العربي» التي أقامها البرلمان أمس برعاية جامعة الدول العربية تحت عنوان «تأثير الإرهاب في الشباب»، إن «أكبر ضربة تلقتها عصابات داعش الإرهابية تمثلت في توحدنا، لأنها تراهن على تمزيق الأوطان بالتفرقة بين المكونات»، داعياً «الدول التي تشعر بالأمان إلى الحذر من الخطر المحدق بها بسبب هذه العصابات». وأضاف: «نرحب بالضيوف في بغداد الصامدة وقد أراد لها أن تدمر وتعيش حالاً من الضياع إلا أن شبابنا تصدوا لهذه العصابات ولهذه التوجهات الخطيرة وصنعوا النصر لحاضرنا ومستقبلنا». وأوضح «أننا حالياً في الموصل نقاتل الإرهاب وهدفنا الأكبر تحرير الإنسان، وقد حررنا ثلثي المحافظة وسنحقق النصر النهائي قريباً»، وتابع: «في الوقت الذي نحرر الوطن من هذه العصابات نقوم بإعادة الاستقرار وإزالة الألغام والعبوات وإعادة الحياة إلى المناطق المحررة كي يعود أبناء الوطن». وأوضح أن «تنوع مكونات البلد مصدر فخر وقوة لنا وهو مدعاة للتزايد والتكامل والتقدم»، مستطرداً أن «شبابنا من كل مكونات البلد يقاتلون دفاعاً عن مقدساتنا، وقد اختلط الشيب بالشباب من كل الطوائف والمكونات في حربهم على العصابات الإرهابية». إلى ذلك، قال الجبوري خلال المؤتمر ذاته إن «وجود الشباب في هذا المكان وفي مثل هذا الظرف يبعث فينا الأمل بأننا ما زلنا قادرين على تجاوز الأزمة وعبور المِحنة، كون الشباب هم المادة الأساس لأي فكرة، فكل رؤية لا يتبناها الشباب تشيخ وتتراجع وتذبل وتفقد قدرتها على التقدم والعطاء». وأضاف أن «هذا التجمع هو إشارة حياة حقيقية، خصوصاً أنه يحمل هوية عربية عابرة للحدود لتشكيل رؤية مشتركة بين أبناء الجيل الواحد»، مؤكداً أن «التحديات التي تواجه شعوبنا صارت عابرة للحدود والخطر الذي يواجه دول المنطقة تشكل بطريقة تدفعنا للتكاتف والتعاون ورسم خطة موحدة». وأشار إلى أن «خطر الإرهاب على الصعيد الدولي والإقليمي صار معقداً في شكل يبعث على القلق ويدفع الجميع للعمل في شكل جاد من أجل صياغة خطة مواجهة عابرة للجهد الأمني والعسكري»، مضيفاً: «أننا أمام مرحلة جديدة تتطلب عملاً فكرياً يحصن شبابنا من الانزلاق مع الأفكار المتطرفة وتبنيها، خصوصاً أن دائرة العنف بدأت تتسع في المنطقة والعالم». وتابع أن «الشباب العراقي أكد خلال الأزمة قدرته الفائقة على تحمل المسؤولية في أصعب الظروف والأوضاع الإنسانية والأمنية»، لافتاً إلى أن «شبابنا شكلوا مجموعات وفرق إغاثة عملت في شكل دائم مع المنظمات الدولية والمحلية والحكومية، وكان لهم الدور الفاعل في مواجهة العدو». ولفت إلى أن «الشباب العراقي صار مثالاً للعطاء والإبداع على رغم كل ما واجهوه من ظروف وأوضاع صعبة قياساً بما يتمتع به أقرانهم من شباب العالم في البلدان المستقرة، وهذا يدل على ما يحملونه من إرادة استثنائية تليق بمن ينتمي لحضارة تمتد في عمق الزمن ستة آلاف عام وصاحبة أول مسلة للقانون على وجه الأرض».
مشاركة :