روسيا تصعّد ضد الناتو بتعزيز ترسانتها النووية

  • 12/25/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

موسكو: أشرف الصباغ 2016-12-24 10:03 PM قبل لقائه السنوي التقليدي بوسائل الإعلام المحلية والعالمية لاستعراض حصاد عام 2016، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرورة تعزيز القدرات القتالية للقوات النووية الاستراتيجية في البلاد، فيما قال مراقبون إن هذه الدعوة تأتي في إطار التحديات التي تراها روسيا من جانب حلف شمال الأطلسي "الناتو". وكان بوتين قد خص خلال ترؤسه اجتماعا لقيادات هيئة الأركان بوزارة الدفاع الروسية، المنظومات الصاروخية الاستراتيجية النووية، مشددا على تعزيز قدرات هذا السلاح يجب أن تكون بفضل منظومات صاروخية قادرة بشكل مضمون على اختراق كافة منظومات الدفاع الصاروخي الموجودة حاليا، وكذلك المنظومات التي يمتلكها الخصوم وما زالت قيد التطوير. كما شدد بوتين على ضرورة رفع كفاءة القوات الاستراتيجية غير النووية إلى مستوى جيد نوعيا، يسمح بمواجهة أي مخاطر عسكرية قد تتعرض لها روسيا. ودعا أيضا إلى ضمان تطوير كافة أنواع القوات المسلحة بشكل متزن، ومواصلة تدريب أفراد الجيش على استخدام الأسلحة عالية الدقة والوسائل المعاصرة للاتصال والاستطلاع وإدارة القوات والحرب الإلكترونية. اغتيال السفير قال مراقبون إن هذا الاجتماع المهم الذي جاء قبل يوم واحد فقط من اللقاء السنوي التقليدي الذي يجريه بوتين مع وسائل الإعلام لاستعراض الأوضاع الداخلية والخارجية ووضع مؤشرات لمسار العام المقبل، حيث كان من المقرر إجراؤه الأربعاء الماضي، إلا أنه تأجل إلى يوم أمس بسبب مراسم تشييع جثمان السفير الروسي أندريه كارلوف الذي تم اغتياله في العاصمة التركية أنقرة، مما يعني أن بوتين يبعث برسائل مختلفة إلى الداخل والخارج معا، على خلفية تطورات الأوضاع في سورية، والتحديات التي تراها روسيا من جانب حلف الناتو، ونشر الدرع الصاروخية، والمناورات الأميركية – الأطلسية حول روسيا والعالم، والتنديد بالعقوبات الأوروبية، وتوسيع مثيلتها الأميركية ضد موسكو بسبب الأزمة الأوكرانية. الدرع الصاروخية كشف وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، الذي حضر اللقاء، عن أن موسكو نجحت في إبطال مفعول الخطر الناجم المتوقع عن صواريخ "توماهوك" الأميركية، التي قد تنشرها الولايات المتحدة قرب حدود روسيا على منصات الإطلاق التي تدخل في قوام العناصر الأوروبية للدرع الصاروخية الأميركية. وأشار إلى أن هذه المنصات التي قامت واشنطن بنشرها في رومانيا، وتستعد لنشر مثيلاتها في بولندا خلال عام 2017، ستصبح قادرة على إطلاق صواريخ "توماهوك" بعد إضفاء تعديلات بسيطة عليها. ولفت إلى احتمال نشر ما بين 150 و200 صاروخ من هذا الطراز، الذي يبلغ مداه 2400 كيلومتر، على طول حدود روسيا، إذ سيكون بوسع تلك الصواريخ الوصول إلى حدود روسيا في غضون 10 دقائق. إجراءات جديدة أعلن شويجو أن الناتو قد وسع مرتين كثافة التدريبات الموجه معظمها ضد روسيا. وقال إن روسيا درست كافة المناورات العسكرية الأجنبية قرب حدودها، وأخذت بعين الاعتبار عددا من البيانات ونوايا الخصوم في إعداد قواتها، موضحا أن مناورات الدول الأجنبية لم تمر من دون اهتمام، وخاصة تلك التي جرت في المناطق الحدودية. وكشف وزير الدفاع الروسي أيضا عن أن روسيا ستتخذ إجراءات خلال عام 2017 لتعزيز قواتها في غرب وجنوب غرب البلاد، وفي منطقة القطب الشمالي، مؤكدا على أنها تعطي الأولوية لتوسيع التعاون العسكري مع رابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شانغهاي للتعاون. كما أشار إلى تكثيف طلعات الطيران الاستراتيجي طويل المدى، وتعزيز وجوده في مناطق العالم ذات الأهمية الاستراتيجية، مؤكدا على أن الطائرات الاستراتيجية طويلة المدى قامت العام الجاري بـ16 طلعة في الأجواء الدولية فوق بحر النرويج، وبحر الشمال، والبحر الأسود، واليابان، والبحر الأصفر، وكذلك في غرب المحيط الهادئ، وشمال شرق المحيط الأطلسي، وفوق مناطق القطب الشمالي.

مشاركة :