صحيفة وصف :تحتفل المديرية العامة للسجون، اليوم الأحد، بانطلاقة فعاليات أسبوع النزيل الخليجي الموحد الخامس، خلال الفترة من 25 ـ 28/ 12/ 2016م، تحت شعار معاً لتحقيق الإصلاح. وتأتى الفعاليات إنفاذاً لتوصيات الاجتماع الثامن عشر لمسؤولي المؤسسات العقابية والإصلاحية بدول مجلس التعاون الخليجي، المتوّج بموافقة وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم التاسع والعشرون على إقامة أسبوع توعوي موحّد للنزيل على مستوى دول المجلس؛ بهدف إبراز أهمية احتواء ورعاية نزلاء السجون والإصلاحيات من قبل كل شرائح المجتمع، والعمل على الأخذ بأيديهم إلى سبيل الصلاح وحماية المفرج عنهم من التعرض للنبذ الاجتماعي والأسري، وإشعار المجتمع بمعاناة السجناء ورعايتهم وحمايتهم من الانحراف؛ نتيجة غياب عائلهم، وتعرضهم للوصم الاجتماعي والتحقير، وتوعية السجين للحيلولة دون وقوعه في براثن الجريمة مرة أخرى. وقال المتحدث الرسمي للسجون العميد الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت، إن السجون تهدف في الأساس إلى تحقيق عناصر الردع الخاص والردع العام، والنظريات الاجتماعية أكدت أن للسجين مجتمعاً خاصاً أدى إلى نشوء ما يسمى بـثقافة السجن، وهي بمثابة السلوكيات المتكررة والدائمة المرتبطة بهذا المجتمع ونزلائه، كما يشير مفهوم ثقافة السجن إلى أسلوب الحياة الذي يميز مجتمع السجن عن غيره، بما يحوي من عادات وأعراف وقوانين وقيم ومعايير قام النزلاء بتطويرها بأنفسهم، وهي متميزة تماماً عن تلك السائدة في المجتمع الكبير. وأضاف: وتظهر عادة ثقافة السجن لأسباب أهمها اشتراك نزلاء السجون بقيم خاصة تناهض المعايير الرسمية المتفق عليها والمقبولة لدى عامة المجتمع، وكذلك فإن التفاعل والاتصال بين النزلاء ينتج عنه إحساس بالتجانس والتوافق كاستجابة لمقتضيات التكيف مع الحياة الخاصة داخل السجن، بما تحويه من عزلة مجتمعية وظروف اجتماعية قاسية، الأمر الذي يجد معه النزلاء الحاجة للتكيف معها، وبالتالي الاستسلام لتداعياتها وآثارها السلبية، والتي من أهمها اعتناق النزلاء لقيم وأفكار خاصة بهم، وشعورهم بأن المجتمع غير مستعد لقبولهم، ومنحهم فرصة أخرى لإعادة الاعتبار لأنفسهم اجتماعياً وأخلاقياً، وهو ما يطلق عليه صدمة الإفراج. وبيّن: من هنا نسعى في المديرية العامة للسجون إلى تعويد النزلاء والنزيلات على مواجهة المواقف الصعبة في الحياة، بحيث نتعامل معهم على أنهم ضحايا ظروف نفسية واجتماعية معينة قادتهم إلى السجن، لذلك هدفت برامجنا والإصلاحية التي ينخرط فيها النزلاء والنزيلات خلال فترة عقوبتهم إلى المحافظة على ما لديهم من مواهب وقدرات وإمكانات بدنية وذهنية وتنميتها، وقبل ذلك فقد حرصنا على تهيئة البيئة الفيزيقية للسجون، والتي تمثل بيئة السجن بما تشمله من مبنى وحرارة واتساع مكاني، وتوافر خدمات التعليم والتدريب والتغذية والصحة والتقنية وغيرها؛ بما ينعكس على سلوك النزيل واتجاهاته في مختلف جوانب حياته. وتابع: لذلك حرصت المديرية العامة للسجون ومنذ وقت مبكر على التخطيط لتصميم وتنفيذ إصلاحيات نموذجية متكاملة؛ حيث تم ولله الحمد افتتاح باكورة هذه الإصلاحيات في كل من مدينتي الرياض وجدة كما تشاهدون، وكذلك يتم العمل حثيثاً على إعادة تأهيل بيئات السجون القديمة مثل سجن بريمان، الذي اعتبرناه تحدياً وأصبح واقعاً ملموساً، ولله الحمد، بعد أن صدر أمر صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية القاضي بإعادة تأهيله، وقد حظي بمتابعة حثيثة من لدن مدير عام السجون؛ حيث تم -ولله الحمد- إنشاء صالة استقبال المراجعين والزوار للرجال والنساء مجهزة بكامل الخدمات التي يحتاجها المراجع والزائر من خدمات تقنية استعلامية وخدمات صحية ودورات مياه وعربات نقل (الجولف كار) تدار بواسطة فريق عمل رجالي ونسائي. وواصل: إضافة إلى تحسين المظهر العام للمنشأة بتخطيط المواقع الخارجية للسجن وتشغيلها وتوزيع المرافق بها واستحداث مناطق مزروعة بها ونوافير مياه وتسمية المباني ولوح توحيد الحركة لإرشاد المراجعين داخل الموقع وتنقل الزوار عبر مسارات حركة ذات ألوان ترشد الزائر لموقع الزيارة المخصص للنزيل التابع له، وكذلك إنشاء البوابة الأمنية الذكية والتي تحتوي على نقاط فرز متقدمة وغرفة مدرعة مجهزة بمنصة إطلاق 360° درجة المصدات الهيدروليكية الأرضية- الماسح الضوئي لقراءة وتصوير المركبات والسائق ولوحة السيارة من الأسفل ومختلف الجهات -مقر مجهز للفرقة المستلمة لتشغيل البوابة- تأمين سيارة رشاش موجود أمام البوابة في حالات الطوارئ. واستطرد ابن نحيت، في شأن تحسين بيئة العمل للعاملين: أولاً: تهيئة سكن خاص بالأفراد المناوبين مجهز بكل التجهيزات من مواقع نوم ودورات مياه وبوفية، ثانياً: تهيئة ملاعب خاصة للممارسة الرياضة خارج وقت الاستلام، وثالثاً: تهيئة مجلس خاص بالضيافة للاجتماعات (بيت شعر)، ورابعاً: تخصيص غرف خاصة للمناوبين داخل الوحدات السجنية تتوفر بها كل الخدمات، وخامساً: تأمين ثلاجات الخدمات الذاتية التي تتوفر بها الوجبات البسيطة يستخدمها العاملون وقت الحاجة، وسادساً: تأمين خدمات الإنترنت وتوصيله داخل السجن للعاملين. وواصل نقاط تحسين بيئة العاملين بالنقطة السابعة التي تشمل تأمين أجهزة صراف آلي يسمح بسحب مبالغ مالية داخل السجن، وتحويل مبالغ لعائلات العاملين، وثامناً: تم تهيئة مبنى خاص بالعزل الطبي، وتم توزيعه على شكل غرف وأجنحة خاصة لتوزيع المرضى حسب تصنيفات وزارة الصحة (درن إيدز فيروسات إلخ)، وكذلك تجهيز غرف (الضغط السالب) التي تقوم بفلترة الهواء وإعادة تنقيته بشكل صحي، وأخيراً تاسعاً؛ حيث إعادة تهيئة المركز الصحي داخل السجن وفتح عيادات تخصصية جديدة مطابقة للعيادات بمستشفى قوى الأمن، مثال: (عيادات درن- جلدية- عيون- باطنية- جراحة- طب عام)، وتم تجهيز عدد غرفتي أشعة ومختبرات عيادات أسنان. وأوضح: كل ما نحتاجه هو وقوف المجتمع بكامل مؤسساته وأفراده مع إخواننا النزلاء وأخواتنا النزيلات وعدم وصمهم بالانحراف؛ لأن الشخص الذي يتم وصمه بالانحراف يبقى محط الأنظار، وبالتالي يعتاد الناس الحذر منه، وهو ما ينتج عنه تقمّص الشخص ذاته لهذا الدور، مما قد يجترّه إلى مستقبل انحرافي أشد وأنكى بدلاً من استقامته وتعديل سلوكه إيجابياً. وقال ابن نحيت: من هنا ندعو الجميع إلى الصفح والعفو عن كل من زلّت به القدم؛ كي نتشارك جميعاً في إعادة الأمل في روح النزلاء والنزيلات كي يقفوا مجدداً على طريق الفلاح والنجاح بإذن الله تعالى، فالإسلام لا يفترض في الإنسان أصالة الشر وديمومته، وإنما يقرر قابلية الانسان وإمكانية هداه إلى طريقي الخير والشر، فقد قال تعالى: {وهديناه النجدين}، ويؤكد ذلك أن العقوبة في الإسلام لم تكن في الأصل لأجل العقوبة، وإنما هدفت العقوبة إلى مكافحة السلوك الانحرافي، وتعديله إيجابياً، مع الحفاظ على كرامة الإنسان، كما أن فتح باب التوبة والتشجيع عليها يحفز على الاستقامة مجدداً، فقد قال المصطفى علية السلام: كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون. واختتم المتحدث الرسمي حديثه، قائلاً: نقدم كل الشكر والتقدير لإخواننا النزلاء وأخواتنا النزيلات، وكذلك لمنسوبي المديرية العامة للسجون، ولكل المؤسسات الحكومية والخاصة الذين شاركونا الاحتفال بفعاليات أسبوع النزيل، داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا الطاهرة، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل حكومتنا الرشيدة. 1 2 3 4 5 6 (0)
مشاركة :