حقيقة لا أدري من أين أتت الطقطقة للشعب السعودي وهل هي نزلت عليهم فجأة من السماء أم أنهم وجدوها هائمة على وجهها في أحد الشوارع فتبنوها وأنبتوها نباتاً حسناً أم أنها أتت زائرة وستعود من حيث أتت يوماً ما. و من له أدنى معرفة بمجتمعنا سيجد أنه يحمل صفة المجتمع المتجهم فمن كان يصدق أن هذا المجتمع أصبح باستطاعته أن يرسم الابتسامة على الشفاة بعد أن كان البعض منهم يرى أن الابتسامة انتقاص من الرجولة وخرم للمروءة ، ولكن لله درّ عالم النت الافتراضي تلك المساحة المذهلة من الحرية التي أخرجت لنا مجتمعاً مرحاً يمارس صناعة النكتة أو مايسمى بالطقطقة صباحاً ومساءً حتى أصبح المجتمع السعودي يضاهي المجتمع المصري – إن لم يتجاوزه – في سرعة البديهة وحبك النكات وتداولها، فأصبح كل شيء قابل لأن يكون مجالاً للطقطقة والتنكيت ولم تكن مفردة ( سكنانا) و( أصابع ) حبيب الحبيب إلا عينة بسيطة لما وصل إليه مجتمعنا من احترافية في مجال النكتة، ونظراً لأن المجتمع السعودي يحب التميز دائماً فقط شارك قطبا الطقطقة الشاعر حيدر العبدالله والممثل حبيب الحبيب في حفلة التنكيت التي أقيمت على شرفهما بكل أريحية وبروح رياضية عالية وكأن الأمر لايعنيهما وهذا بطبيعة الحال سر من أسرار تميز مجتمعنا السعودي. ولو وقفنا فعلياً أمام هذه الظاهرة فإننا نلاحظ أن الطقطقة والتنكيت في المجتمع السعودي لاتزال مقتصرة على فضاء الإنترنت وعلى الجلسات الخاصة واجتماعات الزملاء والأصدقاء، أما في الحياة العامة فلا يزال هناك شيء من الرسمية والمجاملات الباهتة ومحاولة مراعاة شعور الآخرين وهذه ازدواجية شبه محمودة في عرف المجتمع السعودي وهي أيضاً سر نادر من أسرار تميزه، فترى البعض يمارس هواية الطقطقة على مواقع الإنترنت كونها تعطي مساحة من الحرية بعيداً عن الرقابة المجتمعية وحتى عن الرقابة الذاتية في بعض الأحيان فيقوم بنشر مقاطع الطقطقة والتنكيت والتي قد تصل أحياناً إلى درجة الاستهزاء والسخرية والانتقاص من الآخرين، بينما نجده في حياته الواقعية شخصاً مختلفاً تماماً ويتسم بحسن السمت ورزانة الكلام تماشياً في الازدواجية المتجذرة داخل النسق الاجتماعي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: شعب الطقطقة
مشاركة :