دبي (الاتحاد) كشف عصام عبدالله، مدير عام جمعية الخيول العربية، سعي الجمعية لإنشاء ميدان خاص بإقامة بطولات جمال الخيل العربية في العاصمة أبوظبي، معتبراً ذلك عملاً مهماً يساهم في تحرر برنامج مواعيد البطولات من تبعية برامج الأندية التي تقام بها البطولات المقررة في الموسم. وأوضح أن بطولات الإمارات أصبحت مدرسة لبطولات العالم. كما سلط الضوء على العديد من القضايا التي تهم الملاك وتسجيل الخيل والمشاركة في البطولات وحجم النمو الذي يشهده هذا القطاع، ومدى تأثير الاشتراطات الجديدة لدخول الخيل على حجم المشاركة الخارجية في البطولات الدولية داخل الإمارات. وتناول في حوار مع «الاتحاد» تجربة النجاح الفريدة التي تميزت بها بطولة الفجيرة لجمال الخيل العربية وبعض التفاصيل والتحديات التي أحاطت بالتجربة وأسرار التوفيق الذي حالفها ووضع بصمة جديدة في البطولات الوطنية. وقال عصام عبدالله: «مسابقات جمال الخيل العربي في الإمارات تعتبر أقوى من البطولات الخارجية على مدى السنوات الخمس الماضية، والدليل على ذلك أن الخيول الفائزة في أعلى مستويات البطولات العالمية مثل تحدي «كل الأمم» صعدت إلى منصات التتويج في بطولة أبوظبي الدولية، وهذا يعني أن كل خيل فائز انطلاقاً من بطولة أبوظبي الدولية في شهر فبراير، مروراً ببطولة الشارقة الدولية للجواد العربي وبطولة دبي للجواد العربي، وصولا إلى البطولات الدولية الخارجية وبطولة العالم في باريس، هو خيل بطل بضوء أخضر من الإمارات قبل أن يتوج في المواعيد الكبرى في العالم. وحتى بالنسبة للمحكمين الدوليين فهم يتابعون مجريات بطولة أبوظبي الدولية ونتائجها للتعرف على الأبطال العالميين قبل بطولة العالم». ويضيف: «المشاركة الخارجية أسهمت في رفع مستوى التنافس والدفع بالمزارع والمرابط المحلية لبذل مزيد من الجهود، استعداداً للمنافسات الكبرى، قطعنا أشواطاً في هذا الاتجاه، وتزايد عدد المرابط يعني تزايد الاهتمام والحفاظ على الخيل العربي وتطوير إنتاجه. ودور الجمعية في هذا الأمر هو تسهيل عملية اقتناء الملاك للخيل وتربيتها بصيغة مباشرة وغير مباشرة، لكن عملية إنتاج الخيل وتطويره تقع على عاتق أهل الخيل أنفسهم، وعلينا توفير كل الإمكانات التي تحفظ للملاك أصالة خيولهم وتمكينهم من كل الخدمات التي يحتاجونها والاستشارات التي تحسن أداءهم في التعامل مع الخيل في كل الجوانب الصحية والتقنية والإجرائية أينما كانت خيولهم، كما أننا نلبي من خلال البطولات معرفة الخيل الأفضل وتشجيع الخطوط الإنتاجية الأقوى». ورداً على سؤال عن إعداد الخيول الجديدة قال عصام عبدالله: «إن عدد المواليد يتراوح سنوياً بين 800 إلى 900 خيل، وإن عدد الخيول المسجلة فعلياً تجاوز 16150 خيلاً في الدولة منذ تأسيس الجمعية، وهو أربعة أخماس عدد الخيول في الدولة، وإن عملية الاستيراد التي كانت نشيطة في مراحل سابقة بهدف استعادة الخيل إلى موطنها بعد هجرة أو تهجير بفعل ظروف تاريخية قاهرة في القرون الماضية، قد تقلصت إلى استيراد ما بين 200 إلى 300 خيل. وإن الاستيراد اليوم تراجع عن التصدير الذي يشمل سنوياً ما بين 350 إلى 450 خيلاً. ويوضح عصام عبدالله أن عملية التحول المقصود نحو جعل الإمارات دولة مصدرة للخيل العربي، وإن كانت مهتمة بمقدار التصدير، فإنها استهدفت مصداقية بيانات الخيل ونوعيتها وجودتها في الإمارات أولاً، حيث تمتعت بكل خدمات الجمعية التي تساهم وفضلاً عن التسجيل بزيارات مباشرة لعين المكان في المزارع والمرابط، ومنحها التحصينات الضرورية والإرشادات اللازمة. وحول مزادات جمال الخيل قال عصام عبدالله:«ميزة المزادات أنها قابلة للنمو باستمرار، فهي لا تولد كبيرة لكنها تكبر عاماً بعد آخر. والمحافظة على مواعيد ثابتة لإقامة المزادات يقوي استعدادات الملاك والمهتمين لها بما يعود عليهم بفوائد متجددة». وكشف أن جديد هذا الموسم هو تمكين الخيول المشاركة في المزاد من التأهل للبطولة التي يتزامن معها، وبالتالي، فإن المشتري يكون على يقين بأن الخيل المشتراة موجودة في دليل المنافسة ومسموح لها بخوض التحدي في البطولة التي ستمنح جوائزها للمشتري. هذا أمر محفز لتداول الخيل والفرص بين الملاك على كل مستوياتهم وتنشيط الحركة التجارية في هذا القطاع. ومثلما تعود الفائدة للمشتري فإن الخيل المباعة والمسجلة لدى الجمعية ترتفع قيمتها السعرية بما يعود بالنفع على البائع أيضاً. وقال: «المزادات تحفز الجميع على الاستعداد لمحطاتها المؤهلة للبطولات، نلاحظ بوضوح الحركة المتنامية لتداول الخيل وإقبال الملاك الجدد وتزايد أعداد المشاركين في البطولات المحلية بدلاً من الضغط الذي كان منصباً على البطولات الدولية. هذا الوضع منح الفرصة للجميع في التأهل عن طريق المسابقات المحلية ورفع مستويات التنافس بين صفوة الخيول في البطولات الدولية. وبالتالي نحقق أحد أهم أهدافنا، وهو أن نقود هذا القطاع على مستوى المنطقة من خلال مزاد وبطولة وخيول عالية المستوى وترسيخ مواعيدنا كوجهة متقدمة في خدمة القطاع على مستوى العالم». كما كشف عصام عبدالله عن سعي الجمعية لإقامة ميدان خاص للعروض في أبوظبي يساهم في التعامل بحرية مع برنامج خاص لإقامة البطولات دون الارتباط بجداول برامج الأندية التي تقام في ميادينها البطولات المقررة حتى الآن. وأكد عصام أن الشيخ زايد بن حمد بن حمدان آل نهيان نائب رئيس الجمعية، الذي يكن للخيل العربي حباً خاصاً، يتواجد ويتابع أعمال الجمعية بانتظام يومي، ويبذل جهوداً كبيرة لتحقيق نقلة نوعية من خلال إنجاح هذا السعي والوصول إلى إنجازه، وإنجاز العديد من الخطوات التي تناسب التطور المتسارع في قطاع الخيل العربي.
مشاركة :