عمّان: ماهر عريف عاد إياد نصار مُكرّماً إلى عمّان، بحلوله شخصية مهرجان الأردن الدولي الأول للأفلام مؤخراً، بعدما كان غادر إلى مصر بصورة شبه نهائية، قبل نحو 10 سنوات، وحقق نجومية واسعة عربياً. وخلال وجوده في الأردن التقيناه في حوار خاص كشف خلاله بصورة غير مسبوقة مرحلة الاضطهاد الفني، للحركة الدرامية في بلاده، وسر نجاحه في أفراح القبة، وانتظاره عرض فيلم جواب اعتقال، وخوضه مجدداً تجربة تقديم البرامج، ورده على تكرار أدائه دور الضابط في 4 أعمال. تعود إلى الأردن مُكرّماً بعدما غادرتها مضطهداً فنياً، فما تعليقك؟ - لم أكن مضطهداً فنياً بشكل شخصي، وإنما الحالة الفنية برمتها في الأردن عانت الاضطهاد، تحت سيطرة منتج واحد، تسيّد الساحة، وجعلنا كفنانين منعزلين تماماً عن السوق الفنية العربية. ماذا تقصد بأنه عزلكم فنياً؟ - فرضَ علينا قطيعة مصطنعة، وتعمّد أن يُبقينا رهن شروطه؛ لأنه لا خيار سواه، ولم نعرف إن كان لنا حضور على الساحة العربية أم لا، وجعلنا محكومين بقراراته، ولم يمنحنا مكانة أكبر. لكنك استطعت الخروج إلى ساحة فنية أوسع. - خروجي إلى مصر كان بمثابة الذهاب إلى أرض محايدة، وساعدتني على ذلك حالة الاحتفاء التي لمستها من كتّاب، ومخرجين، وفنانين، بينهم: أسامة أنور عكاشة، ونور الشريف، ووحيد حامد، بعد مشاهدتهم أدائي دور المأمون في المسلسل التاريخي الأمين والمأمون. ولأنني كنت أحسب خطواتي بتأنٍ شديد، تأخرت نجوميتي قليلاً، والتقيت هذا المنتج في مناسبة، فطلب مني العودة إلى عمّان، والبدء من الصفر، لكنني كنت عازماً على المضي. هل تقبل العمل معه مجدداً؟ - ما فعله مع الفنانين ليس ذكياً، وكان يستطيع صناعة نجوم وتوسيع دائرة عمله، بدلاً من جمعهم كل مرة في مسلسل واحد، وتعمّده ضغط الطاقات، وهذا غباء في الاستثمار الفني، لكننا في النهاية ضمن مجال قائم على البيزنس شو، ولذلك، فإن قبولي العمل معه مجدداً ممكن إذا تحققت جميع الشروط الفنية المحترمة، وهذا يشمل كل شيء: من النص والإخراج والممثلين، وكافة العناصر المشاركة، وتلقيت بالفعل عرضاً منه العام الماضي، لم نتفق بشأنه لهذه الأسباب. ألا تتحدث بصيغة ناقمة بعدما نلت نجومية عربية؟ - لا أتحدث بصيغة انتقامية، ولا أتحدث عن نفسي، لكنني أتحدث عن فترة عانت تعطيلاً في صناعة الدراما والنجوم، ومشكلة الفن في الأردن، هي مشكلة منتجين، فهم خارج السوق تماماً، ويقدمون نتائج ضعيفة، ويعملون بطريقة وشكل التسعينات، ولا يفكرون في المغامرة، ويتعللون في النهاية بأن العمل الأردني لا يمكن تسويقه. نقاد مصريون وجدوك استعدت ألق مسلسل الجماعة، من خلال أفراح القبة فهل تتفق معهم؟ - كثير من النجوم عندهم محطة فنية واحدة مضيئة، وبقية أعمالهم جيدة، لذلك فإن محطتين مهمتين في مشواري حتى الآن يجعلاني محظوظاً. هل سر نجاحك في المسلسل مع المخرج محمد ياسين؟ - بلا شك أن بيننا كيمياء، وأمام عدسته أكون مطمئناً، ولا أفكر سوى في إتقان الدور، وحالة التفاهم مستمرة منذ الجماعة، إلى موجة حارة، ثم أفراح القبة، والأخير، كنّا كممثلين نراهن على رؤيته النهائية، لأننا نتوه أحياناً في تداخل الأحداث البعيدة عن السردية المعتادة، وهو سر نجاح العمل. مشاركون في 7 أرواح، أرجعوا عدم نجاحه جماهيرياً إلى حصرية العرض فماذا عنك؟ - أتفق معهم نوعاً ما، فضلاً عن انتهاجه نوعية الأعمال التي تشتعل مرة واحدة، بناء على التشويق والمفاجأة والترقب في الأحداث، ولا تعيش طويلاً. واجه الفيلم المؤجل عرضه جواب اعتقال مشكلة رقابية وانتقادات لازمت تصدر محمد رمضان البطولة، وأحمد السبكي الإنتاج، فلماذا قبلته؟ - لم أعلم بمشكلته مع الرقابة حين وافقت، وإنما بعد تصوير جزء كبير من مشاهدي، ومحمد رمضان فنان ذكي، ويبحث عن مكانة جديدة، وأحمد السبكي، أتعاون معه، مادام الموضوع مهماً، كما في ساعة ونص سابقاً، وأجسّد في جواب اعتقال ضابطاً يلاحق الإرهاب، وهذا شدّني، خاصة مع المخرج المتميز محمد سامي، وأنتظر عرض الفيلم مطلع 2017. تظهر في الفيلم بدور ضابط للمرة الرابعة، بعد المواطن إكس، وموجة حارة، ومن الجاني؟، فمتى تتوقف عن التكرار؟ - لا أكرر نفسي إطلاقاً، وفي كل مرة تجدني مختلفاً، وهذا هو المهم، وآل بتشينو مثلاً، أكثر ممثل قدّم دور الضابط، ضمن معايير متباينة، جعلته متجدداً كل مرة. تخوض تقديم البرامج مجدداً من خلال قعدة رجالة، فهل صحيح أن البرنامج وجه آخر للرد على نظيره نفسنة؟ - لا علاقة نهائياً بين البرنامجين، ونحن على قناة أخرى، ويشاركني التقديم الفنان المصري: شريف سلامة، والفنان السوري: مكسيم خليل؛ لأن طبيعة الفكرة تحتاج إلى ممثلين. * متى تقود بطولة مطلقة لفيلم؟ - أقسّم مرحلة وجودي بمصر إلى قبل وبعد مسلسل الجماعة، الذي كان قد نقلني وثبت مكانتي، ومن حينها أحسبها بدقة، وعندما تتاح لي فرصة فيلم مهم، لن أرفض. هل غيابك عن الجزء الثاني من الجماعة، مرتبط بموت الشخصية الرئيسية التي جسدتها في الجزء الأول؟ - نعم، ومرحلة الجزء الجديد التاريخية، تبدأ بعد وفاة حسن البنا، وإذا اقتضت الحالة ظهوري لأسباب درامية من خلال الشخصية نفسها، سأفعل.
مشاركة :