المتابع لما يتم تداوله رياضيًّا في البرامج والمطبوعات ووسائل التواصل الاجتماعي يشعر بأن الهلال هو محتكر بطولات الدوري في السنوات الأخيرة، ولم يحقِّق منجزاته وبطولاته بفضل نجومه أو تعاقداته أو إنفاقه الضخم أو إداراته وأعضاء شرفه وحشود جماهيره، وإنما بالدعم التحكيمي، وأن رؤساء لجان الحكام ومعظم الحكام يعشقونه ومن خريجي مدرجاته، وأن جميع معدي ومقدمي ومخرجي وضيوف البرامج الرياضية ينتمون إليه، ويعملون بأوامر إدارته، وأن لجان الاحتراف والانضباط ومكافحة المنشطات لم يسبق أن أصدرت بحقه أية عقوبة.. وغير هذا كثير مما يصر البعض على ترويجه وتكريسه من أكاذيب في أذهان الآخرين على طريقة جوبلز مهندس الدعاية النازية للزعيم الألماني هتلر، ومقولته الشهيرة (اكذب واكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس)..! الواضح، ومن خلال ما يُطرح في وسائل إعلام مختلفة من إعلاميين وحتى أعضاء شرف وإداريين في أندية النصر والأهلي والاتحاد، أن هناك حملة منظمة، هدفها مؤازرة هذه الأندية، وادعاء مظلوميتها، وفي الوقت نفسه تعطيل الهلال، وتشويه صورته، وتأليب الرأي العام ضده. الأمر لم يعد خافيًا، بل أصبح الهجوم على الهلال والتشكيك في انتصاراته بمنزلة المادة اليومية الأكثر انتشارًا، وبخاصة في برامج تلفزيونية، تستضيف مجموعة من الرعاع، ليس بسبب إمكاناتهم وخبراتهم وتميزهم وإنما لأنهم متمرسون في التطاول والفبركة وبث الأكاذيب..! * في الموسم الماضي عوقب اتحاد الكرة من الاتحاد الآسيوي بسبب مخالفته في إصدار رخصتي الأهلي والنصر، ولم نسمع من هؤلاء أي تعليق. ولكم أن تتخيلوا لو أن الرخصة للهلال؟!! * في بداية الموسم الحالي قال الدكتور عبداللطيف بخاري إنه شم ترتيبات دنيئة لتتويج الهلال ببطولة دوري هذا الموسم، وأنه شعر بنفس الترتيبات في بطولة الأهلي، ومثله النصر، فتركوا كلامه عن النصر والأهلي وتفرغوا فقط للحديث عن الهلال..! * فاز الهلال قبل أسبوعين على الوحدة 6/ صفر. ولأن الهدف الثاني سُجل من موقع تسلل رأينا هؤلاء يستنفرون قواهم على مدى أيام للقول إن النتيجة لم تكن عادلة، وإن احتساب هذا الهدف هو امتداد للدعم التحكيمي الدائم للهلال. صار الهدف قضيتهم الكبرى وشغلهم الشاغل في الوقت الذي تجاهلوا فيه تمامًا قرارات تحكيمية أكثر فداحة في الأسبوع نفسه والذي قبله لمجرد أن المستفيد منها ليس الهلال.. * سدَّد اتحاد الكرة مطالبات مالية عن ستة أندية، وخصمها من حقوقها في النقل التلفزيوني، فما الذي حدث؟ روجوا في أكثر من وسيلة أن اتحاد الكرة سدد عن الهلال فقط.. * رددوا أن إخفاقات الهلال تزامنت مع قدوم صفارة الحكم الأجنبي فجاءت الأرقام لتثبت العكس، وأنه الأكثر فوزًا في المباريات والبطولات التي أُديرت بحكام أجانب. الفضيحة أنهم ما زالوا يوهمون الجماهير بصحة أقوالهم. والفضيحة الأكبر أن هناك من يصدقهم ويتبنى أوهامهم..! * صدر من الفيفا قرار بمعاقبة نادي الاتحاد بخصم ثلاث نقاط من رصيده في الدوري بسبب تأخره في سداد مستحقات مالية تتعلق بقضية اللاعب الأرجنتيني مانسو. ورغم أن نادي الأهلي الطرف الآخر في القضية منذ بدايتها، والإدارات الاتحادية هي المتورطة بعدم التسديد، إلا أنهم أقحموا الهلال، واتهموه بالتآمر على نادي الاتحاد، وهو من أوعز للفيفا باتخاذ القرار؛ كي يتراجع عن صدارة الترتيب..!! الأكيد أن مثل هذه الحملات تكشف حجم الفوضى والضياع الإعلامي الرياضي الذي بات لعبة سخيفة هزيلة بيد أشخاص لا يحترمون أنفسهم، ولا تهمهم سمعتهم، ولا يراعون أمانة مهنتهم.. هم لا ينتقدون أخطاء واضحة مفهومة ومعروفة حتى يكون الجميع معهم، ويؤيدهم، ويصفق لهم، وإنما يمارسون أدوارًا تخريبية، تنشر التعصب والكراهية والعدائية في وسط رياضي فيه من التأزم والاحتقان ما يكفيه. الموضوع لا يتعلق بإلحاق الضرر بالهلال أو غيره نتيجة ضعف الجهات واللجان المعنية في اتحاد الكرة وتجاوبها معها، وبخاصة في القرارات الانضباطية والأخطاء التحكيمية، كما حدث مؤخرًا أثناء وبعد لقاء الباطن، مقابل غض الطرف عن التجاوزات الأشنع من لاعبين وإداريين وجماهير في أندية أخرى، بل الضرر الأكبر والأخطر سيقع على فكر وثقافة المجتمع بأسره، وعلى مخرجات الكرة السعودية، ومستوى وسلامة المنافسة بين أنديتها.. أنقذوا الطائي والجبلين بالدمج اقترحتُ قبل سنوات طويلة فكرة دمج ناديي الطائي والجبلين، وكان الطائي وقتها في الممتاز، والجبلين في الأولى؛ وذلك من منطلق رؤيتي الشخصية بأن مستقبلهما سيكون أسوأ مما كانا عليه لأسباب مالية وإدارية، وظروف أخرى اجتماعية وثقافية، تتعلق بتغير التركيبة السكانية للمدينة، وأن الدمج سيكون حلاً وعلاجًا لمشاكلهما؛ لتوفير واستثمار مقومات ومقدرات وطاقات الناديين البشرية والمادية، وتفاعل المجتمع الحائلي الرسمي والأهلي والشعبي معهما بشكل أقوى وأجدى. وكررت طرح الفكرة في أوقات ومناسبات أخرى، وكانت الأمور حينها تتجه إلى نفق أكثر ظلامًا وخطورة. اليوم الأوضاع في الناديين تثبت صحة توقعاتي، وستزداد سوءًا يومًا بعد آخر تماشيًا مع الظروف والتحولات الاقتصادية العامة رغم جهود إدارتَيْهما، سواء الحالية أو السابقة، ودعم المخلصين الأوفياء من أبنائهما وأعضاء شرفهما؛ وبالتالي فإن الحاجة لتطبيق فكرة الدمج ستكون في ظل الظروف الراهنة أكثر إلحاحًا وحاجة وأهمية من أي وقت مضى. أجزم بأن الكثيرين من محبي الناديين لديهما نفس الرغبة والحماس لدمج الطائي والجبلين؛ ليكونا ناديًا واحدًا، يحمل اسم نادي (حائل)، لكن المعضلة تكمن في تبني جهة أو أشخاص لفكرة الدمج؛ لذلك أتمنى من أعضاء شرفهما القيام بهذه المهمة التاريخية المفصلية، والاجتماع لمناقشتها بشفافية من الجوانب كافة، سلبياتها وإيجابياتها، واتخاذ الخطوات الرسمية لتطبيقها في حالة موافقة الأغلبية عليها.
مشاركة :