الجوف: هنا يزرع الزيتون بجوار النخيل ويصدر إلى إسبانيا

  • 12/26/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كانت مناطق ومحافظات: الأحساء، والقصيم، والمدينة المنورة، وبيشة، تفاخر بإنتاج أجود أنواع التمور، فإن الجوف تفاخر بأنها «مدينة الزيتون» في السعودية، فهذه المدينة الشمالية تحوي 15 مليون شجرة زيتون، تُزرع في أكثر من 15 ألف مزرعة، وتُنتج أكثر من 70 ألف طن من الزيتون سنوياً، ونحو 55 ألف طن من الزيت. قبل نحو 44 عاماً، وتحديداً في العام 1972، عاد المزارع السعودي عائض الواكد من الأردن حاملاً شتلات لشجرة الزيتون، بعد أن اقترح عليه أصدقاؤه زرعها في مدينته الجوف الواقعة في الشمال الغربي من السعودية. وحينما أينعت ثمارها وحان قطافها بعد سنوات، شد المزارع رحاله إلى الأردن لعصر محصوله الذي لم تعهد السعودية زرعه، معلناً بداية قصة زراعة الزيتون في البلاد، مع أنه كانت هناك أحافير لأغصان متحجرة لشجرة الزيتون في المنطقة، تعود إلى عصور قديمة. وخلال العقود الثلاثة الأخيرة حول مزارعون أراضي صحراوية إلى حقول زراعية، ونقلوا طبيعة «حوض المتوسط» إلى قلب الصحراء. ويرى أهالي الجوف أن أراضيهم هي الموطن الوحيد في العالم لزراعة النخيل والزيتون معاً. واشتهر زيت مزارع الجوف بجودته لاستخدام تقنية عالمية في عملية العصر وتنقيته من الشوائب والإضافات، ونقائه بنسبة 100 في المئة، وخلوه من المركبات الهرمونية، ما جعلها تصدر زيت الزيتون إلى دول شهيرة بإنتاجه، مثل إسبانيا وفق ما أوضحه الخبير الزراعي الدكتور عبدالعزيز الشعيبي، مضيفاً أن «شجرة الزيتون تثمر بعد خمسة أعوام من زرعها، وتنتج بكميات تجارية بعد ثمانية أعوام، وتعمر نحو مئتي عام». وتضم الجوف اليوم واحدة من أكبر مزارع الزيتون العضوي على مستوى العالم، وتمتلك أكبر مجمع صناعي لزيت الزيتون في الشرق الأوسط، ونال زيت الجوف المركز السادس في مسابقة عالمية أقيمت في ألمانيا. وتحتفل أمانة منطقة الجوف بقطاف هذه الشجرة، وذلك بإقامة مهرجان في مثل هذه الأيام من كل عام، وبإشراف من أمير المنطقة فهد بن بدر بن عبدالعزيز. وأصبح المهرجان نقطة تسويق تقام بعد نهاية موسم الزيتون، حتى يتمكن المزارعون من قطافه وعصره، ويفد عليها سنوياً حوالى 95 ألف شخص للعمل في هذا الموسم. وكان مزارعون يهجرون زراعة الزيتون قبل المهرجان بسبب ضعف التسويق، ورفض المستهلك فكرة أن السعودية تنتج الزيتون، حتى أن البعض يسخر منهم لظنه أنه مستورد. غير أن بيع زيت الزيتون على جنبات الطريق وأمام الجوامع، ثم المهرجان السنوي الذي يقام أكسب المنتج ثقة المستهلك وقيمة عادلة، فبعدما كانت قيمة الغالون 16 ليتراً لا تتجاوز 300 ريال، أصبح يباع بـ800 ريال. ويعزى انخفاض سعر زيت الزيتون المستورد قياساً إلى السعودي في الأسواق، إلى أن الأول يكون منتجاً من عصرة ثانية وثالثة للزيتون، بعكس الثاني الذي ينتج من عصرة واحدة. وفي منطقة الجوف أنواع عدة من الزيتون، منها: بيكوال، وصوراني، وقيسي، والنيبالي، والسوري البلدي، ونصوصي، ومترانللو، ومنها ما هو ثنائي الغرض، ومنها ما يستخدم لاستخراج الزيت منه فقط. وإلى جانب الجوف، تشتهر مناطق عدة في المملكة بزرع أشجار الزيتون، أبرزها الباحة التي خصصت جامعتها كرسياً مختصّاً بأبحاث الزيتون، إضافة إلى تبوك، وبريدة، وحائل، والأحساء، والقطيف، وعسير، وجازان، والمدينة المنورة، والرياض، ولكن تبقى الجوف الأولى في هذا المجال. يًذكر أن لزيت الزيتون فوائد عدة منها، تنظيم عمل القولون، وهو مفيد لعسر الهضم، ويساعد في التركيز، ويفتت الحصى، ومفيد لمرضى السكري، وفيه علاج للروماتيزم، ويساهم في خفض ضغط الدم، ويقلل معدل الكوليسترول الضار في الدم، ويحد من نمو البكتيريا المسببة لقرحة المعدة، ويستخدم أيضاً في معالجة الجلد والشعر.

مشاركة :