استضافت الإسكندرية معرضاً بعنوان «في الإسكندرية تماثيل تتحرك»، ضمن الدورة السابعة لـ «أيام التراث السكندري»، في رعاية «مركز الدراسات السكندرية»، ومشاركة قنصليات عربية وأجنبية عدة. وأتى المعرض في إطار السعي إلى إدراج 5 تماثيل في قائمة الآثار المصرية، وهي لشخصيات تركت بصمات واضحة في التاريخ المصري في حقب مختلفة: محمد علي باشا، الخديوي إسماعيل، نوبار باشا، الإسكندر الأكبر وسعد زغلول. ويتتبع المعرض بالصور الفوتوغرافية «تنقلات» 30 تمثالاً بين أماكن مختلفة في مدينة الإسكندرية. من تلك التماثيل، تمثال بطليموس الأول الذي مكث غارقاً في البحر المتوسط ما يقرب الستة قرون. قبل ذلك كان يزين فنار الإسكندرية، وأغرقه زلزال مدمر، وبعد انتشاله وُضِعَ في مختبر المسرح الروماني، وفي عام 1998 تم إرساله إلى فرنسا ضمن «زيارة» بغرض تنشيط السياحة إلى مصر، ولدى عودته وُضِعَ عند مدخل مكتبة الإسكندرية، وهو في هيئة فرعونية يميزها تاج على رأسه يرمز إلى شطري مصر العليا ومصر السفلى. أما تمثالا مارك أنطونيو وكليوباترا، فيظهر الأول في صورة ملك فرعوني، فيما تتخذ الملكة البطلمية الشهيرة مظهر إيزيس. وقد نُقِلَ تمثال أنطونيو عام 1907 إلى حديقة المتحف اليوناني - الروماني في الإسكندرية، وعقب إغلاق المتحف عام 2005، نقل إلى منطقة آثار كوم الشقافة، بينما ذهب تمثال كيلوباترا إلى أبعد من ذلك بكثير، إذ باعه دانينوس باشا، المنقب وتاجر الآثار عام 1911 إلى راؤول واروكيه رجل الصناعة البلجيكي الذي وضعه في قصره الذي تحول في ما بعد متحفاً. وضمن القائمة مسلتان من عهد كليوباترا، وموقعهما الأصلي كان مكان فندق «متروبول» في وسط المدينة قبل أن يهدي الخديوي إسماعيل إحداهما إلى بريطانيا عام 1817 وهي الآن تطل على إحدى ضفاف نهر التايمز. والثانية أهديت إلى الولايات المتحدة عام 1879، وتتصدر حالياً ساحة متحف متروبوليتان. ويتجاوز عمر تمثال محمد علي 150 سنة وقد أمر به الخديوي إسماعيل ونحته هنري جاكمار، وعُرِضَ لمدة شهر في شارع الشانزليزيه، بالقرب من قصر الصناعة في باريس، وعاد إلى الإسكندرية في 19 كانون الأول (ديسمبر) 1872. لم يتوقف المعرض عند التماثيل السكندرية المنشأ أو تلك التي تمتد بجذورها في عمق تاريخ المدينة الكوزموبوليتانية، وإنما ذهب إلى أبعد من ذلك، فقد أهدت الجالية اليونانية عام 2002 المدينة تمثالاً للإسكندر الأكبر من البرونز للنحات كونيستانتينيوس بالايولوغوس، تحرَّك من أثينا إلى بيرايوس، حتى وصل إلى الإسكندرية، وهو يقف الآن قرب ساعة الزهور في شارع أبوقير. يذكر أن المعرض تضمن مشاركة فنانين شباب بعدد من المنحوتات لأشهر الشخصيات السكندرية، منها منحوتة آية هشام وهي من البرونز لعدد من سيدات الإسكندرية.
مشاركة :