أبها: سعيد آل ميلس 2016-12-25 9:34 PM أكد النائب السابق للرئيس السوري، عبدالحليم خدام، أن الوضع في سورية يزداد سوءا بسبب التدخل الإيراني والروسي بشكل فاضح، فضلا عن الموقف السلبي للولايات المتحدة تجاه السوريين، كاشفا أن تنظيم داعش صنعته طهران بمساعدة كبار ضباط صدام حسين الذين لجؤوا إلى إيران إبان الغزو الأميركي عام 2003. وقال في تصريحات إلى "الوطن"، إن الدول العظمى تصنع التطرف ثم تزعم محاربته، مشيرا إلى ضحايا نظام بشار الأسد من السوريين الذين تساقطوا تحت نيران البراميل المتفجرة، إضافة إلى تشتيت شمل ملايين الأسر وتهجيرها من مساكنها، محذرا في نفس الوقت من ظهور جيل سوري سيتحول بمرور الوقت إلى قنابل موقوتة يمكن استخدامها من قبل تنظيمات التطرف والإرهاب، نتيجة الظلم والقهر الذي عاشه خلال السنوات الأخيرة. وشدَّد خدام على أن مصير سورية هو التحرر، لأن الحق والعدل هو نهاية العالم، كما أن مصالح الدول ستتغير وفق الظروف، وهو ما سيؤدي إلى عودة السوريين إلى ديارهم. تعقد الحل السياسي حول تأثير التطورات الأخيرة في حلب، على الحل السياسي بسورية، قال خدام إنه في ظل هذه التطورات وزيادة التدخل الأجنبي واستخدام أسلحة مدمرة، ابتعدت فرص الحل السياسي وباتت صعبة، مشيرا إلى أنه تم فرض الأمر الواقع على الشعب السوري، ومن ثم فإن استخدام القوة هو البديل الواضح حتى الآن لإنهاء الأزمة. وأضاف أن سورية الآن دولة محتلة من قبل روسيا وإيران، ولا توجد مدينة بسورية إلا وهي خاضعة لسيطرة هاتين الدولتين، حتى دمشق التي لم تشهد قصفا أو اشتباكات، مؤكدا أن الأسد "يدار من هاتين الدولتين، ومستعد أن يضحي بكل شبر في سورية على أن يبقى في السلطة". تغييب النظام أضاف خدام أنه من المؤسف أن التفاوض بين الدول حول الوضع في سورية لا يشارك فيه الأسد نهائيا، وإنما روسيا وإيران هما اللتان تقرران مستقبل السوريين، مشيرا إلى أن الحل السياسي في سورية مرتبط بتبدل مواقف الدول الكبرى، ورضوخ روسيا وإيران للإرادة الدولية، موضحا أن طهران تعمل على تكريس الطائفية في المنطقة، وستكتوي بنيرانها عاجلا أم آجلا. كما استخدمت بعض ضباط النظام العراقي السابق الذين لجؤوا إليها إبان الغزو عام 2003، وصنعت منهم نواة لتنظيم داعش الذي مارس الانتقام بعد ذلك مرتكبا أبشع الجرائم. وعن ظهور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني في حلب، قال إن وجوده جاء بموافقة روسيا، مشيرا إلى أن الرئيس فيلاديمير بوتين رجل عسكري استخباراتي، يتعامل مع إيران من منطلق المصالح التي سيجنيها من ورائها في الوقت الحالي. وموسكو لم تدخل سورية لحماية الأسد ولم تنفق كل تلك الأموال، ولم تتحمل الضغوط الداخلية والخارجية لمجرد حماية الأسد، إنما لضمان وجودها في سورية، وجعلها منطلقا للتدخل في شؤون الشرق الأوسط. الدور العربي وحول الدور العربي في سورية وهل يمكنه إصلاح ما أفسده النظام وحلفاؤه هناك أم أن الوقت قد فات، أوضح خدام أن الدول العربية كانت تعول على الرئيس باراك أوباما، لكنه خذلها، لذلك فإنها تنتظر من الرئيس دونالد ترمب وضوح خطته الجديدة نحو دول المنطقة، وبالتالي ستنقلب الكثير من الموازين. وأضاف أن هناك معلومات بأن الأخير مستعد للقيام بتنظيف سورية من القوى الأجنبية، سواء كانوا إرهابيين أو قوات روسية أو إيرانية، وإعادة أميركا إلى قيادة العالم، مبينا أن هذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، لأن ما بناه قادة الولايات المتحدة في عقود هدمه أوباما في ثمان سنوات، وقد يكلف الأمر ظهور حرب عالمية لا قدر الله، أو ينسحب الروس لتفادي أزمة بين البلدين.
مشاركة :