هزيمة مسلحي المعارضة تسببت في معاناة شديدة للمدنيين الذين فروا من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة مما اضطر آلاف منهم للانتقال إلى مخيمات. العرب [نُشرفي2016/12/24] الدعاء من أجل السلام عمان - احتفل المسيحيون في حلب تحت شجرة ميلاد ضخمة أضيئت للمرة الأولى منذ خمسة أعوام متشجعين بما وصفه كثيرون بعودة السلام إلى المدينة التي استعادت الحكومة السيطرة عليها بالكامل الأسبوع الماضي. وكانت استعادة شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة أكبر نصر لأنصار الرئيس بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ نحو ست سنوات وعمت البهجة كثيرين في المناطق المؤيدة للحكومة بالمدينة. لكن هزيمة مسلحي المعارضة تسببت في معاناة شديدة للمدنيين الذين فروا من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة مما اضطر آلاف منهم للانتقال إلى مخيمات أقيمت في العراء وسط تساقط الثلوج. وتقول منظمات إغاثة إن كثيرين يواجهون الخطر وأن الأطفال يموتون بسبب تعرضهم لطقس شتوي شديد البرودة. وفي كاتدرائية مار إلياس -التي خربتها سنوات الحرب لوقوعها فيما عرف لفترة طويلة بخط الجبهة بالبلدة القديمة التاريخية بمدينة حلب- صلى الكهنة من أجل السلام في أول قداس لعيد الميلاد منذ نحو خمس سنوات حضره عشرات من المصلين بينهم ضباط روس. وقال جورج بخاش أحد قيادات الطائفة المسيحية إن الأجواء الاحتفالية عظيمة وتمثل ميلادا جديدا ليسوع المسيح وميلادا جديدا لمدينة حلب. وأضاف أن عدد من حضروا القداس في أنحاء حلب تصاعد بشكل كبير حيث لم يعد المصلون يخشون إطلاق صواريخ من المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة. ودعم كثير من مسيحيي سوريا الحكومة في الحرب الأهلية حيث يرون الأسد المنتمي للأقلية العلوية حاميا لهم ضد مسلحي المعارضة الذين ينتمون أساسا للأغلبية السنية في البلاد. وفي المناطق التي ظلت طويلا تحت سيطرة الحكومة والتي سلمت نسبيا من الأضرار غصت المطاعم بالمسيحيين حتى ساعة متأخرة من الليل. ورقص مئات الأشخاص واحتفلوا في حي العزيزية حيث لم تضأ شجرة عيد الميلاد منذ سيطرت المعارضة المسلحة على النصف الشرقي من المدينة في 2012. وظهر الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملصقات عملاقة. وفي لقطات بثها التلفزيون السوري على الهواء حملت امرأة عرفت نفسها بأنها والدة جندي سوري قتيل صورة ابنها إلى جانب صورة السيدة مريم العذراء. وقالت "أنا متأكدة أن روحه في سلام الآن لأن حلب حُررت." وعلى الرغم من أن بعض المسيحيين ظلوا على الهامش في الحرب الأهلية اعتبر كثيرون صعود داعش وجماعات سنية مسلحة أخرى تهديدا لوجود مجتمعاتهم وبعضها قديم جدا. وذكر بخاش أن عدد السكان المسيحيين في حلب تقلص منذ بداية الصراع إلى نحو 50 ألفا من 250 ألفا. وخارج المدينة لا تزال المعارضة المسلحة تسيطر على ما لا يقل عن 40 في المئة من محافظة حلب ولا يزال مسلحو المعارضة يطلقون قذائف متفرقة من أطراف المدينة نحو الجنوب. واستأنفت المقاتلات الروسية ضرباتها المكثفة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في محافظة حلب بعد توقف خلال وقف لإطلاق النار للانتهاء من إجلاء مسلحي المعارضة من المدينة. وذكر ساكن محلي أن حملة قصف لبلدة الأتارب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في ريف حلب الغربي أودت بحياة ما لا يقل عن سبعة لاجئين كانوا قد فروا من المدينة في ظل اتفاق الإجلاء. وبدأ بعض الأشخاص الذين فروا من شرق حلب في وقت سابق من الحرب العودة ليتفقدوا منازلهم في الأحياء التي استحالت أنقاضا جراء القصف الجوي على مدى سنوات والذي اشتد العام الماضي عندما انضمت روسيا للحرب. ولا يزال الجيش والفصائل المسلحة الموالية للحكومة تمشط مناطق شرق حلب. ويتهم مقاتلو المعارضة القوات الموالية للحكومة بالقيام بعمليات إعدام فورية لعشرات الشبان الذين بقوا ويقولون إن النهب متفش. وتنفي الحكومة أن تكون قواتها أعدمت سجناء أو نهبت منازل. وانتهى الأمر بآلاف الأشخاص الذين نقلوا بحافلات من الأحياء الشرقية التي كانت تسيطر عليها المعارضة في حلب لدى سقوطها في يد قوات الحكومة في مخيمات مؤقتة معرضة لطقس شتوي شديد البرودة. وترك كثيرون كل شيء وراءهم لدى فرارهم في إطار اتفاق الإجلاء الذي لم يتبق بموجبه سوى المسنين في الأغلب. وقال عمر ساروت (55 عاما) لرويترز في رسالة عبر الإنترنت من مخيم مؤقت يضم أكثر من 700 شخص أغلبهم نساء وأطفال وتديره جمعيات خيرية تركية وخليجية "جلبنا متعلقات قليلة لنرتديها فقط..فقدنا كل شيء." أما يوسف حنبلي وهو نجار فر من حلب إلى مخيم مؤقت في محافظة إدلب فقال إن عائلته تتمنى الوصول إلى تركيا للعثور على فرصة عمل. وأضاف "نحتاج المال. غادرنا من دون شيء".
مشاركة :