أم سعد تروي حكايتها مع القهوة العربية

  • 3/30/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أم سعد امرأة ستينية عصامية، احترفت مهنة صناعة القهوة العربية التي تعلمتها من والدتها وهي في سن الصبا، حيث ورثت منها تلك الصنعة قبل أن يجور عليها الزمان، وتتكبد عناء الحياة بعد أن أصيب زوجها بأمراض الشيخوخة ويحال إلى التقاعد، مما دفعها إلى أن تجتاح معترك الحياة بما تملكه من قدرات وإمكانيات ادخترها لتقلبات الحياة، فأعانتها على توفير لقمة العيش لها ولأبنائها ولزوجها كبير السن، حيث تعول أم سعد أسرتها البالغ عددها 10 أفراد من مهنة خلطات القهوة والبهارات التي تزدهر في الأعياد والمناسبات والمهرجانات. في مهرجان الساحل الشرقي الذي يقام في متنزه الملك عبدالله في الواجهة البحرية في الدمام، وينظمه مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية، تشارك حوالى «120» أسرة منتجة من أسر الدمام والخبر والقطيف بهدف التعريف بأهمية الإنتاج الأسري ، وقيمة العمل في تحقيق الاستقلالية ونمو الدخل .. التقت «عكاظ» أم سعد التي روت لها حكايتها مع صناعة القهوة العربية. تقول أم سعد التي اشتهرت بتلك الكنية «أم سعد» وهي تقدم لزبائنها أجمل خلطات القهوة والبهارات، أنها تربح عائدا شهريا من هذه المهنة التي تعد مصدر الرزق لها ولأسرتها، حيث يصل إلى ما يقارب الأربعة آلاف ريال شهريا، وتضيف أم سعد: صناعة خلطات القهوة والبهارات فن ورثته من والدتي التي كانت معروفة ومشهورة في ذاك الزمان بقوتها التي تتميز بنكهة محددة، مما يدفع كبار العائلات طلبها لتحضير القهوة العربية وتقديمها لضيوفهم في عدة مناسبات سواء مناسبات الأفراح أو مناسبات العزاء؛ وذلك مقابل «خمسة ريالات» في المناسبة الواحدة، مبينة أن ذلك المبلغ كان في ذلك الوقت يعتبر مبلغا مجزيا، إلا أن المرض ألم بها وتوفيت وهي لا تزال شابة مخلفة وراءها إرثا في مذاق القهوة العربية. وتقول أم سعد «إنها استطاعت أن ترث مهنة والداتها بجدارة بمساعدة والدها الذي شجعها على الاستمرار في خطا والدته» وأضافت: الأواني والدلال التي استخدمها حاليا لتحضير القهوة ورثتها عن والدتي وأعتبرها رمزا يعبر عن قدوة فقدتها، مما دفعني للإصرار والسير على نفس خطا والدتي. مبينة أن ثقة الناس بها كانت عالية وهي أفضل وأعظم شيء تحققه، وأن كل من ذاق قهوة والدتها يشهد لها بأن قهوتها لذيذة وشبيهة جدا بقهوة والدتها. وأوضحت «أم سعد» أنها ورثت عن والدتها أواني قديمة ودلالا ما زالت تحتفظ بها حتى الآن، ولا تزال تصنع فيها القهوة، مبينة أنها اتجهت لصناعة خلطات البهارات لاحقا وكان الأساس هو صناعة خلطات القهوة، وأن الطلب عليها الآن بكثرة خاصة في المهرجانات، وفسرت ذلك بقولها إنه نتيجة لافتقاد الجيل الحالي لأصالة النكهات الشعبية العربية فلا يتقن الجميع صناعتها ونحن كبار السن من نتفنن في إعدادها بمهارة. وبينت « أم سعد» أنها تقدم خلطات شعبية مثل خلطة الزنجبيل، وخلطة العرقسوس المعروف بفائدته لطرد البلغم، وهو مقو لجهاز المناعة في الجسم، والليمون العماني، والقرفة والهيل والدارسين ، وهي خلطات عرفت في الزمن الماضي بفائدتها للجسم من بعض الأمراض. وأكدت أ م سعد في ختام حديثها، أن بناتها يفتخرن بها وبمهنتها وتعلمن الصنعة منها وهن الآن يعينها ويشاركن في تحضير الخلطات والبيع والتسويق.

مشاركة :