ردا على اتهامات من دفاع الصحفي المتوفي محمد تامالت، بتعرضه للضرب. وأوضح بيان لهيئة السجون التابعة لوزارة العدل أن "تقرير تشريح جثة المرحوم محمد تامالت، والذي قام به ثلاثة أطباء، خلص إلى انعدام أي أثار عنف حديثة أو قديمة، على كامل أنحاء الجسم". ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية (الرسمية) عن بيان إدارة السجون إن "هذه الخلاصة تؤكد عدم صحة المزاعم الصادرة عن دفاع المعني، التي نشرت في بعض الصحف بخصوص سوء المعاملة والعنف الذي يكون قد تعرض له المرحوم". وأعلنت وزارة العدل الجزائرية، في 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن الصحفي تامالت، المسجون منذ يونيو/ حزيران الماضي، بتهمة "الإساءة لرئيس الجمهورية"، توفي في مستشفى بالعاصمة، بعد مضاعفات صحية. من جهتها طالبت منظمات حقوقية محلية ودولية وأحزاب جزائرية بفتح تحقيق حول الأسباب الحقيقية للوفاة. وصرح شقيقه عبد القادر تمالت، لوسائل إعلام، خلال جنازته، أن وفاة محمد لم تكن طبيعية، لأنه لاحظ قبل أشهر تعرضه لإصابة في الرأس، وبعدها تم منع الزيارة لفترة طويلة عن عائلته. وحسب وزارة العدل، فإن الوفاة جاءت بسبب التهابات على مستوى الرئتين. ولفتت إلى أن الصحفي دخل في إضراب عن الطعام منذ إيداعه السجن نهاية يونيو/ حزيران، وتم وضعه تحت العناية المركزة. ومحمد تامالت (42 عاما)، صحفي جزائري مقيم ببريطانيا، التي يحمل جنسيتها أيضا، ويدير من العاصمة لندن مجلة إلكترونية تسمى "السياق العربي"، واعتقل في 27 يونيو/ حزيران الماضي، بالجزائر بعد أربعة أيام من دخوله البلاد. ووجهت إليه تهمتا "الإساءة إلى رئيس الجمهورية بعبارات تتضمن السب والقذف"، و"إهانة هيئة نظامية"، بحسب دفاعه، بسبب منشورات على صفحته على موقع " فايسبوك" هاجم فيها رئيس البلاد ومسؤولين. وحسب صحف جزائرية فإن عائلة تامالت ودفاعه، رفضا خلال الأيام الماضية، استلام تقرير رسمي حول نتائج تشريح جثته، وطالبوا بملفه الطبي كاملا. واستنكرت إدارة السجون، في بيانها اليوم: "كل محاولات الاستغلال المغرض لوفاة محمد تامالت، وتمسكها بحقها في اللجوء الى القضاء وفقا للقانون". وحسب ذات الهيئة فإن "السبب المباشر للوفاة كان نتيجة صدمة خطيرة ناتجة عن تعفن الدم، وتعطل العديد من أعضاء الجسم: الدماغ، غشاء الجنب، الرئتين، المرارة والجهاز البولي رغم العناية الطبية المكثفة". وأضافت أن "هذه الحالة، عادة ما يتم معاينتها لدى الأشخاص الماكثين لفترة طويلة في إحدى المرافق الصحية للرعاية المركزة في حالة غيبوبة". ومنذ أيام، قال وزير العدل الجزائري الطيب لوح، في تصريحات صحفية، أن "الفريق الطبي للمستشفى الذي جند للرعاية الصحية لمحمد تمالت، بذل كل ما في استطاعته لإنقاذ حياته، وتكفل هذا الفريق به لمدة حوالي 4 أشهر، لكن للأسف الشديد توفي". وفي 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أصدرت منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تدافع عن حرية الصحافة في العالم، تقريرا حول الجزائر تحت عنوان "اليد الخفية للنظام الجزائري تطال الإعلام"، وصفت فيه وضع الإعلام فيها بـ"الصعب" و"المتدهور"، خاصة منذ إعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة على التوالي في أبريل/نيسان 2014. ودعت المنظمة إلى "فتح تحقيق مستقل في ملابسات وفاة محمد تامالت، ومعاقبة المسؤولين في أقرب وقت ممكن، والتوقف عن استخدام القانون الجنائي والاعتقال التعسفي والإجراءات الإدارية التعسفية لحظر وتجريم حرية الإعلام والصحافة المستقلة". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :