عدن: فاروق عبدالسلام بعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من المكلا عاصمة إقليم حضرموت، شرقي البلاد، بعدة رسائل للداخل والخارج مضمونها تطلع الشرعية للسلام المبني على المرجعيات الثلاث الأساسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن، وعدم تجاوزها، والحاجة لتكثيف دعم التحالف العربي للقضاء على الانقلاب، واستئناف مراحل العملية السياسية، والتعهد بقرب النصر على الانقلابيين وميليشياتهم، وبناء الدولة الاتحادية، كما انتقد بشدة ما اعتبرها وعوداً أمريكية للحوثيين. كما أشاد بدور قوات دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، ومعها قوات النخبة وكل أبناء حضرموت في ملحمة المصير المشترك التي تكللت بتحرير وتأمين محافظة حضرموت من تنظيم القاعدة. وأكد هادي أن حضرموت باتت آمنة ومستقرة، وتتعافى وتنهض من جديد بفضل تضحيات أبنائها المخلصين، ودور وبصمات دول التحالف العربي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، وشدد على أهمية توحيد الصفوف لمواجهة التحديات التي ما زالت تتربص بالجميع من خلال التمسك بمخرجات الحوار الوطني ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد في وطن يسوده العدالة والمساواة والحكم الرشيد. وقال هادي: تعلمون جيداً أننا خلال الفترة الماضية مررنا بمرحلة غاية في الصعوبة، فلقد جئنا إلى قيادة الدولة بعد عملية تغيير سلمية رائدة، وكنا ندرك حجم التركة الثقيلة، وندرك حجم المأساة والمعاناة، وكمية الحقد التي يبثها صالح وعائلته والموالين له، الذين لم يفكروا إلا في مصالحهم الشخصية والعائلية، والذين عبثوا طوال ثلاثة عقود بفكرة الدولة ومؤسساتها وخيراتها، في إشارة إلى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي اتهمه بأنه أصبح أداة في يد إيران لتخريب اليمن. جاء ذلك خلال اللقاءات الرسمية التي عقدها الرئيس هادي، بمشاركة وحضور رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وعدد من مستشاري الرئاسة والمسؤولين الحكوميين، وقيادة محافظة حضرموت ممثلة بالمحافظ اللواء أحمد سعيد بن بريك، وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والشباب. وبالعودة للرسائل التي بعثها للداخل والخارج، أكد الرئيس هادي في رسالته الأولى إلى المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، تطلع الشرعية بشكل جدي إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي للعودة إلى المسار السياسي لاستكمال محطاته بعد إنهاء الانقلاب وما ترتب عليه. وأبدى استغراب الدولة والشعب اليمني الصابر والمرابط والمكافح، شباباً وشيوخاً ورجالاً ونساءً، ما يسوق له ويطرحه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري من أفكار ومقترحات لتنفيذ وعوده للحوثيين في عمان، ما جعل تلك الميليشيات تتطاول وتتهرب من الخضوع للحل والسلام، بل وتتمادى في تصعيدها وعدوانها واستهتارها بالشعب اليمني وزيادة معاناته. كما جدد تأكيده أن التراجع عن المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن، أو تجاوزها، أو الانتقاص منها، أو الالتفاف عليها، لن تقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كل أبناء الشعب اليمني، ولن يكون الإقليم والعالم في منأى عن تداعياتها، وقال: ومن هذا المنطلق فلن نسمح مطلقاً بتجاوز تلك المرجعيات أو الانتقاص منها، وسيتم وزن كل المقترحات والأفكار بميزانها، فما تطابق وتوافق معها فنحن معه، وما تخالف وتعارض معها فلن نقبله مطلقاً وأبداً ومهما كلف الأمر. ودعا الرئيس هادي في رسالته الثانية التحالف العربي الأصيل بقيادة السعودية إلى تكثيف الدعم لاستكمال مشوار الانتصار الكامل لكل المحافظات والوصول إلى بر الأمان، والمضي بعد ذلك في ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني من خلال إقرار الدستور الجديد والاستفتاء عليه وتأسيس الدولة الاتحادية وإجراء الانتخابات الرئاسية والاتحادية. وفي رسالته الثالثة جدد هادي تعهداته للشعب اليمني، بقرب الانتصار والقضاء على المؤامرات، وعدم استمرار المعاناة وطول الصبر، وعدم تسليم اليمن لإيران وأدواتها، والسماح للطائفين والتكفيرين والإرهابيين للعبث بحاضر ومستقبل الشعب اليمني، كما جدد التأكيد بالعمل معاً وبناء البلد الاتحادي خطوة بخطوة حتى نراه واقعاً نعيشه. وقال في رسالته الرابعة لأبناء حضرموت: لقد حان الوقت لإنصاف حضرموت وأخذ مكانها الطبيعي والريادي في إطار الدولة الاتحادية، واليوم لن يكون مثل الأمس أبداً، وغداً لن يكون كاليوم، والعجلة لن تعود للوراء، ولا يمكن العودة للمركزية القاتلة والمستبدة والظالمة، وعبّر عن ثقته بأن يكون إقليم حضرموت بمحافظاته الأربع (حضرموت - شبوة - المهرة - سقطرى)، نموذجاً لبقية الأقاليم.
مشاركة :