ورشة هيئة الترفيه.. البداية الصحيحة لصناعة فنية ناجحة

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صناعة الترفيه هي أسهل مجال يمكن تنفيذه بنجاح في المملكة وهي في الوقت ذاته أصعب مجال، فمن جهة تتوفر في المملكة كل العناصر الرئيسية لنمو هذه الصناعة من جمهور محب للفنون ومتعطش للترفيه، ويسافر من أجله للخارج، ويدفع ملايين الريالات سنوياً لحضور صالات السينما والمسرح والحفلات الموسيقية وجميع الفعاليات الترفيهية باختلاف أنواعها، إضافة إلى أن أكبر شركات صناعة الترفيه في العالم العربي هي شركات ذات مرجعية سعودية، كما يتوفر عدد كبير من المبدعين السعوديين في كل مجال فني، ينتظرون فرصة التواصل المباشر مع الجمهور. ورغم توفر هذه العناصر أو الركائز الرئيسية لصناعة الترفيه، والتي لا توجد بنفس الكثافة والفعالية في أي بلد آخر في عموم منطقة الشرق الأوسط، إلا أن هذه الصناعة تعترضها معوقات بيروقراطية واجتماعية تجعل الاستثمار في الترفيه مغامرة محفوفة بالمخاطر، وقد تم بحث هذه المعوقات وسبل تجاوزها في ورشة العمل التي عقدتها الهيئة العامة للترفيه مساء أول أمس بالرياض بحضور نخبة من المعنيين بهذا المجال من مختلف مناطق المملكة، يتقدمهم معالي رئيس الهيئة أحمد الخطيب والرئيس التنفيذي للهيئة عمرو المدني. الهدف من الورشة بحسب حديث رئيسها هو أن تستمع الهيئة لمطالب المستثمرين في هذا المجال بشكل مباشر ودون وسيط، وأن تعرف احتياجات كل منطقة وكل مدينة سعودية، والمعوقات التي تمنع نمو صناعة الترفيه. وكان الضيوف المدعوون في مستوى الحدث وقدموا اقتراحات وأفكار مهمة في هذا الاتجاه، واشترك الجميع في أهمية وجود صالات السينما والحفلات الفنية باعتبارها الوجه الأهم في عالم الترفيه. وأصغت الهيئة بانتباه لهذه المقترحات، واعدة بدراستها في الفترة المقبلة وتنفيذ المتاح والسعي لتذليل كافة المعوقات. وسواء تم تنفيذها كلها أم لا يبقى التواصل المباشر مع المستثمرين في هذا المجال حسنة تُحسب للهيئة وبداية صحيحة في طريق تأسيس الصناعة، بعد أن كان نشاط الهيئة في الفترة الماضية يتم بلا تسويق وبلا وضوح وعبر فعاليات لا تمس احتياج المجتمع بشكل مباشر مثل فعاليات الستاند أب كوميدي. وقد تُعذر الهيئة في ذلك كونها انطلقت ولديها رغبة في إحداث فارق في أسرع وقت واضطرت للتعاون مع الجهات الفاعلة على أرض الواقع والتي صادف أنها متخصصة بمجالات الترفيه الحديثة على المجتمع مثل الستاند أب كوميدي والفنون الأدائية، لذلك بدا للناس أن الهيئة معزولة عن واقع المجتمع واهتماماته الحقيقية، وهذا ما نفاه الأستاذ أحمد الخطيب في كلمته التي ألقاها في افتتاح الورشة والتي أكد فيها أن الترفيه لابد أن ينطلق من المجتمع إلى المجتمع وأن دور الهيئة الإشراف على حركة الاستثمار وتسهيل عمل المستثمرين عبر إصدار كافة التراخيص اللازمة في مدة لا تتجاوز الـ 48 ساعة، وشدد على أن الهيئة لا تعمل -ولا تريد أن تعمل- من برج عاجي بل تحتاج إلى التواصل مع الناس ومعرفة اهتماماتهم والسعي لتلبيتها وتحقيقها على أرض الواقع. كل من حضر للورشة يدرك حجم الصعوبات التي تواجه الهيئة في عملها الطموح، ويدرك أن بعض المقترحات قد يتأخر تنفيذها مثل صالات السينما، لكن مع ذلك تمتلك الهيئة إمكانية تنظيم فعاليات شعبية في وقت سريع وقياسي، مثل الحفلات الغنائية الشعبية التي تعد مجالاً جاهزاً للاستثمار في ظل وجود فنانين مميزين في كل مدينة سعودية ينتظرون أي فرصة للتواصل مع جمهورهم، وهؤلاء هم الذين تعتمد عليهم مهرجانات الأغنية في قطر والإمارات، إضافة إلى أن المتعهدين والراغبين في تنظيم مثل هذه الحفلات متوفرون بكثرة في مناطق المملكة، ولا يحتاجون إلا للتراخيص من الهيئة لكي يباشروا عملهم في أقرب فرصة. لو بدأت الهيئة بهذا المتاح لحققت إنجازاً تاريخياً في مسيرة صناعة الترفيه في المملكة، وفي وقت سريع، وهي قادرة على ذلك عطفاً على الروح المعنوية العالية التي بثتها في نفوس الحضور. أمام هيئة الترفيه مهمة كبيرة تتمثل في تحسين أسلوب الحياة في المملكة، واستثمار هذا المجال وتحويله إلى صناعة منتجة تزيد من نمو الاقتصاد الوطني، وقد لمس الحضور مدى جدية القائمين على الهيئة ورغبتهم في إنجاز المهام المنوطة بهم وخدمة أبناء الوطن وتوفير خيارات ترفيهية ملائمة تغنيهم عن تكبد معاناة السفر للخارج وتجعل حياتهم أفضل وأكثر سعادة. أحمد الخطيب

مشاركة :