قائدة مقاتلات حربية أفغانية تعلن الاستسلام بسبب «طالبان»

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تكون قصة الكابتن نيلوفار رحماني، أول أفغانية تتولى قيادة طائرة ثابتة الجناحين داخل القوات الجوية الأفغانية الناشئة، أفضل ما يجسد التطلعات الأميركية تجاه أفغانستان بوجه عام. كانت رحماني قد لاقت احتفاءً كبيرًا بها داخل واشنطن عام 2015، عندما كرمتها وزارة الخارجية بجائزتها السنوية للمرأة الشجاعة. وفي بيان لها، قالت السيدة الأولى ميشيل أوباما: «إنها لا تزال تطير رغم التهديدات التي تتلقاها من (طالبان)، بل ومن أفراد من عائلتها الكبيرة». ومع ذلك، فإنه عشية عودتها إلى أفغانستان بعد خوضها دورة تدريبية استمرت 15 شهرًا داخل قواعد تابعة للقوات الجوية في تكساس وفلوريدا وأركنساس، أخطرت الكابتن رحماني مدربيها الأميركيين بقرار مفاجئ، فرغم أنها لا تزال ترغب في العمل طيارة عسكرية، فإنها لم تعد تود القيام بذلك تحت علم بلادها. وبالفعل، تقدمت رحماني هذا الصيف بطلب للجوء السياسي إلى الولايات المتحدة، حيث تأمل نهاية الأمر في الانضمام إلى قواتها الجوية، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز». وخلال مقابلة أجريت معها، قالت الكابتن رحماني، إن «الأوضاع لا تتبدل» باتجاه الأفضل داخل أفغانستان، مضيفة أن «الأمور تزداد سوءًا يومًا بعد آخر». كانت الكابتن رحماني في العاشرة من عمرها عندما أسقطت الولايات المتحدة حكومة «طالبان» في أفغانستان عام 2001. ومع شروع إدارة بوش في إعادة بناء البلاد التي دمرتها الحرب، جعلت من تمكين المرأة أولوية نصب عينها، وهي مهمة تنطوي على قدر كبير من الجرأة بالتأكيد في ظل مجتمع محافظ حُرمت في إطاره المرأة من التعليم والمشاركة في قوة العمل. وخلال سنوات المراهقة، استقت الكابتن رحماني إلهامها من الهدف الذي أقرته أميركا بتحرير الأفغانيات. وعندما كانت في الـ18، وبدعم من والديها، التحقت بصفوف القوات الجوية. وعن ذلك، قالت: «كان الاضطلاع بهذه الوظيفة حلم حياتي، أن أصبح طيارة». من ناحيتها، أشادت الحكومة الأميركية بالنموذج الذي قدمته الكابتن رحماني باعتباره نقطة مضيئة في خضم جهود صعبة لبناء قوات جوية أفغانية، الأمر الذي كبد دافعي الضرائب الأميركيين أكثر من 3.7 مليار دولار. إلا أن هذه الجهود تعرضت لتأخيرات وتحديات لوجستية وإهدار للإنفاق. وبعد نشر صور الكابتن رحماني وهي ترتدي الزي العسكري للطيارين وفوقه الحجاب في الصحف عام 2013، بدأ أقاربها في كابل يتلقون تهديدات بالقتل. وقالت إنها لم تشعر بالأمان أثناء عملها داخل أفغانستان؛ لأن غالبية زملائها من الرجال كانوا يعاملونها بازدراء. ومع ذلك، عمدت إلى التحلي بالشجاعة خلال الشهور الأولى من تدريبها داخل الولايات المتحدة، والذي بدأ في سبتمبر (أيلول) 2015. وفي حديث عقده معها صحافي عسكري أميركي في مارس (آذار) 2015، خلال زيارة لأحد القواعد الجوية الأميركية، قالت الكابتن رحماني: «أرغب فحسب في تشجيع جميع النساء بمختلف أرجاء العالم، وبخاصة داخل بلادي، حيث لا تحظى المرأة بأي حقوق، كي يؤمنّ بأنفسهن، ويصبح لديهن قدر أكبر من الثقة بالنفس». إلا أن هذه العزيمة تراجعت في الشهور الأخيرة، مع توقف القوات الجوية الأفغانية عن سداد راتبها قبيل انطلاق الدورة التدريبية داخل الولايات المتحدة، حسبما ذكرت الكابتن رحماني. وعندما تعرضت موظفات في أحد مطارات جنوب أفغانستان للذبح هذا الشهر، شعرت الكابتن رحماني بالفزع لدى سماعها بعض أعضاء البرلمان يقولون إن النساء كنّ ليصبحن في مأمن حال بقائهن داخل منازلهن. وبدأت المرحلة الجديدة من حياتها داخل الولايات المتحدة بخوف وقلق. وعن ذلك قالت: «هذا الأمر يصيبني بتوتر بالغ»، مشيرة إلى طلب اللجوء السياسي الذي تقدمت به ولا يزال يجري النظر فيه، في وقت تعهد فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. ومع ذلك، أكدت الكابتن رحماني أنها لا تزال تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها مكانًا يمكن للنساء فيه التطلع نحو تحقيق أمور عظيمة. من جهة أخرى، أكد مسؤولون عسكريون أفغان أن حياة الطيارة الكابتن نيلوفار رحماني التي تقدمت بطلب للجوء السياسي إلى الولايات المتحدة «ليست مهددة على الإطلاق». وطلب المسؤولون من واشنطن رفض الطلب الذي تقدمت به الكابتن رحماني. في المقابل، نفى الجنرال محمد رادمانيش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع، ادعاءات الكابتن رحماني، قائلاً: «إنني على ثقة من أنها كذبت بادعائها أنها تعرضت لتهديدات - تلك مجرد محاولة للفوز باللجوء السياسي. لا أساس لادعائها أن حياتها معرضة للخطر أثناء عملها في القوات الجوية الأفغانية». وأضاف الجنرال الأفغاني: «نظرًا لأن ادعاءات الكابتن رحماني هذه صدرت حديثًا، فإننا ننتظر منها أن تبدل رأيها وتعود إلى وطنها وتستمر في العمل كطيارة. كما نطلب من أصدقائنا الأميركيين والحكومة الأميركية رفض طلب اللجوء السياسي الذي تقدمت به وإعادتها لوطنها لأن الحقيقة أن حياة الكابتن رحماني ليست عرضة لأي خطر».

مشاركة :