فاروق جويدة: الإعلام أفسد العلاقات العربيّة

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ظلّ تراجع مساحة البرامج التلفزيونية الثقافية، يأتي برنامج «مع فاروق جويدة» الذي تعرض قناة «دريم» الحلقة الأولى منه مطلع العام الجديد، ليُعيد الاهتمام الى هذا النوع من البرامج. وكان الشاعر المصري فاروق جويدة، قد تعاقد أخيراً مع قناة «دريم» على تقديم البرنامج، علماً أنه خاض سابقاً تجربة التقديم التلفزيوني مع قناة «الحياة». وعن تجربته التلفزيونية الجديدة، قال جويدة لـ»الحياة»: «على رغم أنني أكتب مقالاً أسبوعياً في جريدة «الأهرام»، أرى أن التلفزيون يحمل تأثيراً أكبر كوسيلة تواصل تؤثر في الرأي العام». وأضاف: «البرنامج أسبوعي، ومدته ساعة واحدة. يتضمن ثلاث فقرات ثابتة، تتناول الأولى إحدى القضايا المطروحة على الساحة مثل الخطاب الديني أو لغة الحوار وفكر الشباب وانتشار الأفكار المتطرفة، بينما تعرض الفقرة الثانية علاقتي الوثيقة بشخصيات أثرَت الحياة الفنية والثقافية، مثل محمد عبدالوهاب ورياض السنباطي ومحمد حسنين هيكل ومصطفى أمين، في حين تخصص الفقرة الثالثة لعرض مقتطفات من أعمالي الشعرية». يرى جويدة أن تراجع الاهتمام بالبرامج التلفزيونية الثقافية، يرتبط «بانحسار الاهتمام بالثقافة عموماً، لانشغال الجمهور بالمسلسلات، والبرامج الترفيهية، بعد تدهور ملحوظ في مستوى التعليم ومن ثم تدني لغة الحوار». ويضيف قائلاً: «يحتاج المشهد الإعلامي إلى تدخل جراحي لعلاج الخلل في لغة الحوار والموضوعات البعيدة من هموم الناس. ومن هنا بات الإعلام عندنا مسؤولاً عن تدمير علاقات وثوابت تاريخية بين الدول العربية وشعوبها. هذا الإعلام أفسد العلاقات بين العرب، شعوباً وحكومات». وأوضح أن ضبط المشهد الإعلامي العربي يتطلب تدخلاً من الحكومات العربية في ظل الأوضاع العصيبة التي نعيشها بسبب اضطراب المنطقة بأسرها، «قد يكون الإعلام شريكاً في صنع ذلك الاضطراب عبر نشر الفكر المشوه والمعالجات الخاطئة، وطرح أسلوب مستفز للحوار». ويعتبر فاروق جويدة أن إعلام الدولة خرج تماماً من المنافسة، مشيراً إلى أن التلفزيون المصري يعاني أزمة ضخمة، أسبابها مالية وإدارية، ما يجعله غير قادر على منافسة القنوات الخاصة التي تمتلك إمكانات ضخمة وأموالاً مجهولة المصدر «لا بد أن نبحث أيضاً في مصادر تمويل الإعلام الخاص». ورأى أن ثمة تخبطاً في مناقشة قضية الخطاب العقائدي عبر الإعلام بفعل تشدّد بعض المهاجمين ممن يصرون على عدم فهم حقائق الأمور، ومن جهة ثانية تشدّد أولئك الذين يدافعون بعدم موضوعية. ويضيف في هذا الصدد: «ينبغي أن نتقبل الرأي الآخر، لكن بشرط أن يقوم هذا الرأي على علم وثوابت أساسية». وعند سؤاله عن إمكان الوصول إلى صيغة وسط في شأن الخطاب الديني، وكيفية تحقيق ذلك، أجاب جويدة: «مع مرور الوقت، لا بد أن يقوم المسؤولون على الخطاب الديني بتنقيته. وكلّنا أمل بأن يتحقق هذا الأمر في القريب العاجل».

مشاركة :