بدأت القوات الحكومية في اليمن هجوماً كاسحاً على مواقع الحوثيين في شبوة، في وقت أكد فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استعداده لسلام مشروط. وفيما تواصل القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا التقدم في مديرية نهمشرقصنعاء، وتخوض معارك عنيفة ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح تحصد عشرات القتلى كل يوم، بدأت هذه القوات هجوما شاملا على مواقع هؤلاء في مديريتي بيحان وعسيلان بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد. القوات الحكوميةقالت إنها هاجمت عددا من مواقع المسلحين الحوثيين والرئيس السابق في مديرية بيحان بغطاء كثيف من طيران التحالف، وتمكنت من تحرير جبل العلم وموقع نقطة ومحطة السليم ومنطقة الساق والوصول إلى الطريقالإسفلتي. ووفق مصدر عسكري، فإنهذهالقوات قطعتطريق الإمدادات عنالحوثيين وحلفائهم عبر محافظة البيضاء،وإنالمواجهات العنيفة مستمرةفي المنطقة حتى استكمال تحريرها بعد مضي أكثر من عام على تحرير معظم مديريات المحافظة من سيطرة الحوثيين وحلفائهم. الحوثيون اكتفوا بالحديث عن غارات مكثفة لطائرات التحالف استهدفت مديريتي بيحان وعسيلان، وانتقدوا صمت المجتمع الدولي عن استمرار الغارات واستخدام قنابل عنقودية وأسلحة محظورة دوليا وتجنبوا الإشارة الى المواجهات. هذا الهجوم جاء بعد ساعات على انتقاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الدور الذي يلعبه وزير الخارجية الأمريكي بشأن الدفع بتسوية سياسية في اليمن، وقال إنه يستغرب وجميع اليمنيين ما يسوِّق له جون كيري ويطرحه من أفكار ومقترحات لتنفيذ وعوده للحوثيين في سلطنة عمان. وأكد هادي أن هذه التحركاتجعلت "المليشيات" تتطاول وتتهرب من الخضوع للحل والسلام، بل تتمادى في تصعيدها وعدوانها واستهتارها بالشعب اليمني وزيادة معاناته". هادي الذي يزور عاصمة محافظة حضرموت للمرة الأولى منذ تحريرها من قبضة تنظيم "القاعدة" الإرهابي،قال إن التراجع عن المرجعيات أو تجاوزها أو الانتقاص منها أو الالتفاف عليها لن يقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأسَوية، كما أنه سيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها الشعب اليمني، ولن يكون الإقليم والعالم في منأى عن تداعياتها. الرئيساليمنيوفي أول موقف معلن من خطة السلام المعدلة التي أقرت في اجتماع لوزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات وسلطنة عمان، شدد على أنه لن يسمح مطلقاً بتجاوز مرجعيات السلام الثلاث وهي المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ونتائج مؤتمر الحوار الوطني أو الانتقاص منها. وربط هادي موقفه من الخطة المعدلة بمدى تطابقها مع تلك المرجعيات، وقال إنه "سيتموزن كل المقترحات والأفكار بهذه المرجعيات، فما تطابق وتوافق معها فنحن معه، وما تخالف وتعارض معها فلن نقبله مطلقاً وأبداً ومهما كلف الأمر". وفي سياق متصل، توقع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن يشهد الأمن الغذائي في اليمن تدهورا أكبر أثناء الفترة المقبلة بسبب ندرة السلع الأساسية من جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرين شهرا. ومع أنه أعلن عن تمكنه منإيصال مساعدات مباشرة إلى أكثر من خمسة ملايين يمني تضرروا من الحرب في جميع المحافظات العام الجاري، فقد أكد أنخطة الاستجابة الإنسانية للعام 2016 لم تلق استجابة إلا بـ 57 % من التمويل المطلوب لنداء الاستغاثة والبالغ 1.6 مليار دولار. وذكر أن 51% من السكان، البالغ عددهم 14 مليونا، يعانون من انعدام الأمن الغذائي. "كما يعاني سبعة ملايين منهم من انعدام الأمن الغذائي الحاد". محمد الأحمد
مشاركة :