عام مضى وما زالت نيران العالم العربي مشتعلة. ففي اليمن ما زالت الحرب دائرة، وفي ليبيا، فان عدم الاستقرار هو سيد المشهد. وفي العراق كان يتوقع أن تنتهي السنة من دون «داعش». وفي سورية، تشهد مأساة حلب على عظم الاجرام والقتل. حلب، المدينة العريقة صاحبة التاريخ، وثاني أكبر عاصمة سورية، حلب المتنبي وأبو فراس الحمداني، نجد أن النظام يتفاخر بتهجير أهلها بمرتزقة جلبهم من الخارج، ثم يتم التحدث عن السيادة الوطنية. دخول روسيا الحرب في سورية كان بهدف قتال «داعش»، ولكن ما تم قصفه هو الأهداف المدنية بهدف تهجير أهل حلب، إذ ان هدف روسيا هو الحصول على كيكة وحصة أكبر من السابق، والمراهنة عليها أصبحت من غير جدوى، وما حصل سيجلب المتطرفين والانتحاريين أكثر بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره. مع بداية السنة الجديدة سيكون من أول قرارات روسيا، توسيع قاعدتها في طرطوس، مع وجود تحالف تركي - روسي قائم على المصالح الصرفة، وفرض وقائع جديدة على أرض الواقع. وكأن الوقائع تجري بسرعة قبل دخول دونالد ترامب البيت الابيض. ويجب ألا نفرط بالتفاؤل كثيراً بالرئيس الجديد، ولن يساعدنا كثيراً في الخروج من مشاكلنا، فالمسؤول عن ما يحدث في العالم العربي هم أهل الشرق الاوسط أنفسهم، فترامب سيسعى من أجل مصالح بلده، وهذا أمر طبيعي ومشروع ولأننا لسنا في جمعية خيرية. من الواضح أنه لا يوجد قرار دولي يخص مشاكل العالم العربي من دون فيتو، يعني ازدياد المشاكل أكثر في السنة الجديدة، مع ازدياد أعداد اللاجئين بشكل غير مسبوق. وأعلنت الأمم المتحدة في تقرير، أن السوريين باتوا يشكلون أكبر مجموعة لاجئين حول العالم، متجاوزين بذلك عدد اللاجئين الأفغان والفلسطينيين، إذ إنهم يوزعون على أكثر من 100 دولة هرباً من الحرب الدائرة في سورية. وأشار التقرير إلى أن «الأزمات الكبرى في سورية والعراق وتكثّف الأزمات الجديدة والقديمة التي لم تنته بعد، أنشأت أسوأ وضع نزوح في العالم منذ الحرب العالمية الثانية». akandary@gmail.com
مشاركة :