دخل وكلاء السيارات في منافسة محتدمة تهدف إلى جذب المشترين وتنشيط مبيعاتهم للخروج من دائرة الانكماش الآخذ في السيطرة على سوق السيارات، بحسب ما ذكره المستثمرون والمتعاملون في سوق السيارات، وأشاروا الى ان التنافس تمثل في تقديم تخفيضات في الاسعار او في تقديم تسهيلات وتيسيرات مغرية سواء في مجال البيع بالتقسط او الايجار المنتهي بالتملك. منافسة لرفع المبيعات قال رئيس مجموعة المجدوعي للسيارات عبدالله المجدوعي: إن سوق السيارات الجديدة يشهد الآن تراجعا في حجم المبيعات قياسا بالاعوام السابقة، وهذا ما أدى الى دخول الشركات في منافسة فيما بينها لرفع مبيعاتها. وأضاف: إن التنافس في شركات السيارات لم يتوقف عند مبيعات السيارات فقط، بل طال أيضا أقسام بيع قطع الغيار بها لرفع جاذبيتها عند الزبائن من قطع الغيار المماثلة لها التي تباع في الاسواق بسعر أرخص. وأكد أن هذه المنافسة التي وصفها بالحامية تحتم على وكلاء السيارات خفض الاسعار وتنظيم برامج وحملات ترويجية تضمن تسهيلات مغرية للعملاء. تخفيض هامش الربح من جهته ذكر رئيس لجنة السيارات في غرفة الشرقية هاني العفالق: إن الاسواق جميعها متأثرة وبلا شك فإنه ليس بمستغرب أن يطال ذلك اسواق السيارات وقطع غيارها. وأشار إلى أن وكيل السيارات يلجأ عادة في مثل هذه الظروف إلى تشجيع مبيعاته بتقليص هوامش ارباحه سواء في بيع السيارات أو قطع غيارها حتى يكون السعر مغريا للمشترين. وبين العفالق أن التراجع في اسعار السيارات وقطع غيارها لدى الوكلاء اقترب حاليا من بلوغه 10%، مشيرا الى ان الانكماش في السوق المحلي ليس السبب الوحيد إذ يواجه الوكلاء وخاصة في مجال قطع الغيار منافسة تتمثل في انخفاض اسعار القطع باسواق الدول المجاورة والتي يلجأ إليها بعض العملاء، فيما يلجأ بعض منهم للشراء عن طريق المواقع والتجارة الالكترونية حيث تتوافر لهم أسعار مرضية. انكماش عالمي وقال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد دليم: يشهد السوق العالمي انكماشا في كافة قطاعات الاعمال وبالذات في المجالات الصناعية، وتقدر نسبة الانخفاض والانكماش العالمي في المجال الصناعي بنحو 8% وهذه النسبة تعتبر كبيرة جدا مقارنة بباقي القطاعات، مضيفا: إن هذا الانكماش انعكس على مسار استيراد وبيع السيارات وقطع غيارها وأدى إلى انخفاضهما خاصة وأنهم مرتبطان ببعضهما سواء في الارتفاع أو الانخفاض. غياب الترويج أشار الدكتور دليم إلى أن هناك غيابا لترويج الوكلاء عن سياراتهم لجذب العملاء في السوق السعودي، على عكس ما هو معمول به لدى الوكلاء في الدول الأخرى الذين لديهم الحس الاقتصادي في مثل هذه الظروف، إذ يعتمدون على استخدام وسائل الترويج المناسبة والجاذبة للعملاء لتحقيق مبيعات على الاقل معقولة تساعدهم في عبور مرحلة الانكماش العالمي وتداعياتها، وما نراه من غياب للترويج في المملكة لدى وكلاء السيارات يزيد من تأثرهم بموجة الانكماش في المبيعات. وقال: إن ما يساهم في ازديات التأثر بالانكماش الاصرار على عدم تقديم تنازلات تتماشى مع بطء حركة المبيعات، إذ لا يزال الوكلاء يعملون بنفس وتيرة العمل السابق عندما كانت هناك موجة انتعاش، ويرجع ذلك إلى مخاوف لدى بعضهم من أن يؤدي خفض أسعاره إلى إرباك السوق السعودي، فمن المفروض ان يكون لديهم الوعي الكافي لانعاش السوق من جديد عبر خفض اسعار السيارات وما يجب مراعاته عند حدوث انكماش في المبيعات. وافاد دليم ان الانكماش الذي يشهده قطاع بيع السيارات وقطع غيارها من المتوقع ان يستمر الى 2018.
مشاركة :