رفضت محكمة إندونيسية أمس الثلثاء (27 ديسمبر/ كانون الأول 2016) إسقاط تهمة الإساءة إلى القرآن الموجهة لحاكم جاكرتا المسيحي فيما تجمع المئات أمام المحكمة للمطالبة بسجنه. وأثار باسوكي تاهاجا بورناما الملقب «آهوك» - أول حاكم مسيحي لجاكرتا منذ قرابة خمسين عاماً- الاستياء في أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان، عندما صرح في سبتمبر/ أيلول أن علماء الدين يفسرون خطأ آية في القرآن تفرض على المسلم انتخاب مسئول مسلم. واستقطبت محاكمة بورناما وهو مسيحي من أصول صينية اهتماماً كبيراً في إندونيسيا ومخاوف من زيادة تأثير المتشددين في البلد الذي يعد 255 مليون نسمة. وقال القاضي دويارسو بودي سانتيارتو إن التهم التي وجهتها النيابة مشروعة رغم شكوى الدفاع بأن المحاكمة جرت على استعجال ومحاطة بالكثير من الضجيج الإعلامي في البلاد. وأمام المحكمة تجمع المئات وهتفوا «الله أكبر». ولا يزال بورناما مرشحاً لإعادة انتخابه في فبراير/ شباط رغم أنه يمكن أن يحكم عليه بالسجن لمدة أقصاها خمس سنوات في حال إدانته. وكان من المرجح أن يفوز في الانتخابات القادمة، لكن بسبب هذه القضية تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي وبات في المرتبة الثانية بعد المسلم آغوس هاريمورتي يودويونو الابن الأكبر للرئيس السابق. وقال جابي بيلوكيلا أحد أنصار بورناما لوكالة «فرانس برس»: «لا يهمني رفض القضاة لاعتراض الحاكم. سنواصل حملتنا من أجل الحاكم مهما حدث». ويعتبر كثير من المراقبين هذه القضية اختباراً للتسامح الديني في إندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا وتآكلت سمعتها كبلد تعددي في السنوات الأخيرة مع تزايد الهجمات التي تستهدف الأقليات وخصوصاً المسيحيين. ويرى محللون أن هذا الخلاف ديني بقدر ما هو سياسي إذ أن انتخابات حاكم العاصمة السياسية والاقتصادية للبلاد في فبراير 2017 تعد محطة على طريق الانتخابات الرئاسية في 2019. وانتهت جميع قضايا الإساءة إلى الإسلام تقريباً في إندونيسيا بأحكام إدانة.
مشاركة :