من أجل إعادة رسم خريطة تنقلاته والداعمين المحتمَلين له، التحقيقات بشأن قضية هجوم برلين، الذي نفَّذه قبل أسبوع، افتراضا، التونسي أنيس العامري المقتول من طرف الشرطة الإيطالية، تتواصل بالتعاون بين مختلف مصالح الأمن في عدة بلدان أوروبية. آخر مستجدات التحقيق تكمن في الاعتقاد بإمكانية مرور العامري بهولندا، بسبب العثور في حقيبة ظهره الموجودة عند المحققين الإيطاليين على مستلزمات هاتفية مُقتَناة من هولندا في تاريخ يتوافق مع تاريخ الهجوم، ويُحقِّق بشأنها الأمن الهولندي الذي لم يؤكدْها ولم ينْفِها حتى الآن. من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة الألمانية تونسيا في الأربعين من عمره بشبهة الارتباط بهجوم أنيس العامري على سوق أعياد الميلاد في برلين ولم تتسرب إلى الإعلام أية تفاصيل أخرى بشأن هذا الاعتقال الطارئ اليوم الأربعاء. كذلك، السائق البولندي لُوكَاسْ أُورْبَنْ الذي عُثِر عليه مقتولا داخل الشاحنة التي استُخدمت في عملية الدهس قد لا يكون بالضرورة توفي رميا بالرصاص كما قيل من قبل، بل يَعتقِد المشرِّحون البولنديون بأنه كان لا يزال على قيد الحياة عند تنفيذ الهجوم ولم يلفظ أنفاسه إلا في ساعات لاحقة. لوكاس أورْبن الذي وصلتْ جثتُه إلى بولندا أمس الثلاثاء أُعيد تشريحها صباح الأربعاء من طرف خبراء بلاده الذين توصلوا إلى نتائج تخالف ما سبق أن أوردتْهُ وسائلا إعلام ألمانية. الإعلام البولندي سبق له أن قال، استنادا إلى محققين في برلين، إن البولندي أورْبَنْ كان ميتا قبل نحو أربع ساعات من لحظة وقوع الاعتداء الذي خلَّف اثني عشر قتيلا ونحو خمسين جريحا وقيل أيضا إنه قُتِل رميا بالرصاص، مما دفع إلى الاعتقاد، إعلاميا على الأقل، أن منفِّذ الهجوم تخلَّص منه عند محاولته منعه من تنفيذ عملية الدَّهس. هذه المستجَدَّات قد تؤول إلى قلب رواية هذه الجريمة رأسًا على عقب.
مشاركة :