واشنطن - أفادت دراسة أميركية حديثة بأن أعشابا صينية قديمة يمكن أن تصبح أداة فعالة لعلاج مرض السل والحد من مقاومة المرض للأدوية العلاجية. الدراسة أجراها باحثون بجامعة ولاية ميتشيغان الأميركية ونشروا نتائجها الأربعاء، في دورية "الأحياء الطبيعة الكيميائية" العلمية. وفحص فريق البحث أكثر من 500 ألف من المركبات العشبية الصينية القديمة في المختبر، ووجد أن مادة "الأرتيميسينين" إحدى العلاجات الصينية القديمة، قادرة على عرقلة آلية دفاعية تستخدمها البكتيريا المسببة لمرض السل فى جسم الإنسان. وتتسبب بكتيريا تدعى "المتفطرات السلية" فى الإصابة بمرض السل، وتبقى كامنة لدى الكثير من الأشخاص وتتغذى تلك البكتيريا على الأكسجين المتواجد في الجسم والجهاز المناعي، حيث يتم حرمان تلك البكتيريا من الأكسجين للسيطرة على العدوى. واكتشف الباحثون أن مادة "الأرتيميسينين" تعمل على مهاجمة جزئ يسمى "الهيم" الذي يتواجد فى مراكز استشعار الأكسجين في بكتيريا المتطفرات السلية، وتعطله عن العمل، وبذلك لا تتمكن البكتيريا من الحصول على الأكسجين اللازم، ما يؤدى إلى موتها. والسل هو مرض معد ينتشر عبر الهواء كالإنفلونزا العادية، وينقل للأشخاص الذين يصيبهم في الرئتين، فحينما يسعل هؤلاء الأشخاص أو يعطسون أو يتحدثون أو يبصقون، فهم يفرزون في الهواء الجراثيم المسبّبة للسل والمعروفة باسم "العصيّات"، ويكفي أن يستنشق الإنسان قليلاً من تلك العصيّات ليُصاب بالعدوى. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن نحو ثلث سكان العالم يصابون بعدوى بكتيريا السل، لكن لا يُصاب بمرض السل إلا نسبة ضئيلة من حاملي عدوى هذه البكتيريا. ويتعرض الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة لديهم لمخاطر أكبر بكثير من غيرهم للوقوع في براثن السل حيث يزداد احتمال الإصابة بالسل الناشط بنحو 31 مرة أكثر لدى المتعايشين مع فيروس الإيدز.
مشاركة :