«حيفا.. بُرقة».. توهج الذاكرة الجمعية الفلسطينية

  • 12/29/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمود عبد الله (أبوظبي) صدر حديثاً عن دار «الآن ناشرون وموزعون» في العاصمة الأردنية عمّان الجزء الثالث من كتاب «حيفا بُرقة.. البحث عن الجذور .. ذاكرة الشتات»، للأديب الدكتور سميح مسعود، وهو بخلاف الجزأين الأول والثاني، إذ جمعت معلوماته من منافي الشتات، من خلال زيارات تنقل فيها المؤلف في فضاءات ست مدن متناثرة في ثلاث قارات، هي: عمان وبيروت والرباط وميتشيغن وإدمنتون وكالغري، اقترب في هذه المدن من سير وحياة أناس كثر من أبناء حيفا وبُرقة، أغلبهم من الأحياء، ومنهم شهداء سطروا بدمائهم الزكية أروع صفحات النضال والتضحية فداء للوطن، تطرق فيها الكاتب بلغة رصينة محكمة، إضافة إلى ما كتب عنهم، إلى جوانب مهمة من تجاربهم النضالية من أجل وطنهم. وكتب الناقد الأدبي الدكتور جوني منصور على الغلاف الأخير من الكتاب الذي يقع في 210 صفحات: «يبرهن هذا الكتاب على الصلة القوية بين الفلسطيني والمكان، الذي فقده عنوة وقسرياً في عام 1948، سميح مسعود يريد أن يحتفظ بالمكان، وقد تم له ذلك من خلال زياراته ولقاء ناسه مرّة تلو أخرى، وهذه هي حال الفلسطيني الذي فقد بيته وشرّد عن وطنه، نحن بحاجة إلى هذا النوع من الكتابات التي تتعامل مع الإنسان والزمان والمكان، بروح معاصرة تؤكد وجودنا وتؤكد عدالة قضيتنا وصدقها». في هذا الكتاب الذي يجمع بين التوثيق وأسلوب الرواية، لم يكتب المؤلف عن جذوره وجذور غيره من أجل الكتابة فحسب، بل من أجل ترسيخ قيم الانتماء الوطني في نفوس الأجيال الحالية والقادمة، لكي يتعرفوا على أرض الآباء والأجداد، ولكي تبقى الذاكرة الجمعية الفلسطينية حيّة ومتوهجة. وهكذا دخل من خلال مشروعه بالبحث عن الجذور في خبايا فضاء مسكون بأصداء التهجير والرحيل والمنافي، وجد فيه أن النص الحقيقي المتوافر في ذاكرة أناس من كبار السنّ، تسعفهم الذاكرة وهم في غسق العمر على استحضار أيّامهم الماضية بخصوصية ذاتية بكل أبعادها.

مشاركة :