صحيفة وصف : أكد مبارك آل عاتي، الكاتب والمحلل السياسي والمستشار الإعلامي، لأن انضمام سلطنة عمان للتحالف الإسلامي العسكري الذي تقوده السعودية أشبه بعودة الشقيق إلى أشقائه، إدراكًا لما يترقب المنطقة من ويلات وتغيرات دراماتيكية غير مسبوقة، تهدد كل دول وشعوب المنطقة إن لم تسابق لأخذ زمام المبادرة؛ لمعالجة تلك التهديدات وفق رؤاها وأهدافها، ووفق ما تعتقده من وسائل عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية. وقال: تعتبر الخطوة العمانية خطوة محسوبة لدعم جهود المملكة العربية السعودية في حماية الأمن العربي من التهديدات الإرهابية المتفاقمة، والأطماع الإقليمية والدولية، وما يعانيه الجسد العربي حاليًا من حروب ممولة من عدد من الطامعين في ثروات المنطقة وموقعها الحيوي. وأضاف آل عاتي: بلا شك تعتمد سلطنة عمان سياسة التريث كثيرًا، بل الإحجام عن اتخاذ مواقف حادة حيال العديد من ملفات الخلاف؛ ما جعلها تنجح في لعب دور الوسيط المفاوض مع عدد من العواصم التي تتقاطع حول ملفات المنطقة؛ ما يجعلها مؤهلة للتأثير السياسي للتحالف مع الدول الشقيقة أو الصديقة التي يعتزم التحالف التعامل معها مستقبلاً. وتابع: تملك السلطنة علاقات متينة مع إيران الجار اللدود لدول مجلس التعاون، وتمتع بصلات موثوقة مع التمرد الحوثي؛ ما يجعلها قادرة على التأثير حول إمساك الدور التفاوضي معهم، أو نيابة عنهم، في سبيل إعادة الشرعية لليمن الجار الغربي للسلطنة. وزاد: أعتقد أن أقرب اجتماع بين مسؤولي السعودية وسلطنة عمان كفيل بإيضاح الخطوات المستقبلية التي ستُتخذ لتفعيل هذا الانضمام، الذي يجعل من عمان العضو الواحد والأربعين في التحالف الإسلامي العسكري الذي أعلنه الأمير محمد بن سلمان قبل عام تقريبًا. وبيّن أن الخطوة العمانية تعتبر تمهيدًا قويًّا لإنجاح الزيارة التاريخية التي يُعتقد أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ينوي القيام بها للسلطنة بعد فترة النقاهة التي يقضيها جلالة السلطان قابوس بن سعيد. واختتم آل عاتي قائلاً: من المؤكد أنها خطوة كبيرة من سلطنة عمان، تبعث على التفاؤل حول مستقبل تنسيق الجهود الخليجية لحفظ أمن الخليج العربي والمنطقة. (0)
مشاركة :