حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأربعاء من أن بناء إسرائيل للمستوطنات يهدد السلام في الشرق الأوسط وعبر بصراحة غير معتادة عن إحباط بلاده إزاء حليفها القديم إسرائيل. ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كيري واتهمه بالتحيز ضد إسرائيل. وفي كلمة استغرقت 70 دقيقة قبل أسابيع قليلة من تسليم إدارة الرئيس باراك أوباما السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب قال كيري إن إسرائيل لن تتوصل أبدا إلى سلام حقيقي مع العالم العربي إذا لم تتوصل إلى اتفاق قائم على حل الدولتين. وتزيد تصريحات كيري من التوتر في العلاقات الأميركية الإسرائيلية والذي تجلى في اللغة الحادة التي تبادلها أوباما ونتنياهو بعدما سمحت الولايات المتحدة بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي يطالب بوقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي. وقال كيري في كلمته التي ألقاها بمقر وزارة الخارجية برغم جهودنا المخلصة على مدى سنوات، بات حل الدولتين الآن في خطر شديد. وتابع لا يجوز لنا .. بضمير سليم.. ألا نفعل شيئا وألا نقول شيئا.. بينما نرى أمل السلام يتبدد. وأضاف قائلا الحقيقة أن التوجهات على أرض الواقع من عنف وإرهاب وتحريض وتوسيع للمستوطنات واحتلال لا تبدو له نهاية كلها أمور تدمر آمال السلام عند الطرفين وترسخ بشكل متزايد واقع دولة واحدة لا يمكن تغييره ولا يريده أغلب الناس. وندد كيري أيضا بالعنف الفلسطيني الذي قال إنه تضمن مئات الهجمات الإرهابية في العام الماضي. وفي بيان باللغة الإنجليزية أصدره مكتبه قال نتنياهو إن كلمة كيري كانت متحيزة ضد إسرائيل. وأضاف أن كيري تعامل بشكل مهووس مع المستوطنات وتجاهل بشكل شبه كامل جذور الصراع وهي معارضة الفلسطينيين لدولة يهودية داخل أي حدود. وتضمن خطاب كيري بعض الرؤى لقضية كان يأمل أن يحلها خلال السنوات التي شغل فيها منصب وزير الخارجية. ودافع كيري عن قرار الولايات المتحدة السماح بصدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية قائلا إن الهدف من ذلك كان الحفاظ على إمكانية تنفيذ حل الدولتين. وامتنعت واشنطن عن التصويت على القرار الذي صدر يوم 23 ديسمبر وهو ما اعتبره البعض طلقة وداع من أوباما الذي كانت علاقته مع نتنياهو مشوبة بالتوتر. ودافع كيري بقوة عن قرار مجلس الأمن ورفض الانتقادات بأن هذا التصويت تخلى عن إسرائيل. ورد كيري بوضوح على نتنياهو الذي قال الأسبوع الماضي إن الأصدقاء لا يأخذون الأصدقاء إلى مجلس الأمن ويصر على أن إدارة أوباما نسقت ذلك القرار، قائلا ينبغي للأصدقاء إبلاغ بعضهم البعض بالحقائق القاسية والصداقات تتطلب الاحترام المتبادل. ودافع عن التزام أوباما بأمن إسرائيل ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل في المحافل الدولية. وفي وقت سابق هذا العام اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
مشاركة :