النسخة: الورقية - سعودي عام 2005 تابعت مسلسلاً سورياً من إخراج المبدع هيثم حقي حمل عنوان «الشمس تشرق من جديد»، وكانت فكرة المسلسل تتحدث عن أحداث نمر بها من دون التفات، لكوننا سلمنا بأنها أمر واقع من الصعب تغييره، كما يتطرق إلى العلاقات بين بني البشر واللامبالاة وفقد الحس بالمسؤولية، والفهم الخاطئ للعلاقات الرومانسية والاندفاع وراء العاطفة من دون العقل.... يومها لم أكن أدرك أن لـ«ثيمة» المسلسل أو حبكته أية علاقة بنادي النصر وجمهوره الذي نعرفه بجمهور الشمس، ولكني يوم الجمعة وأنا أتابع قمة الحسم أمام الشباب وأتابع في الوقت نفسه «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي وجدت رابطاً قوياً وقوياً جداً بين المسلسل وأحداث الجمعة. ففي منتصف الليل عادت الشمس لتشرق من جديد بلقب غاب 19 عاماً، وفي الغياب حنين وشوق و«رومانسية» (كما في المسلسل)، على رغم أن البعض وعبر أعوام طويلة ادعى أن واقع النصر صعب أن يتغير بعد رحيل الرمز، وبعدما ساءت العلاقات بين رجالاته وأعضاء شرفه وسمعنا وشاهدنا وقرأنا عن خلافات ومشكلات مادية أثرت في ذلك الصرح الرياضي السعودي الكبير وأثرت في محبيه داخل المملكة وخارجها. وكما في المسلسلات الدرامية لا بد من قصة حب جارفة تشد المشاهدين وتأسرهم، وهو ما حدث ويحدث بين مئات آلاف النصراويين وناديهم، ومن تصفح «تويتر» سيجد أن تغريداتهم نضحت عشقاً، والطريف أن العشق (الأنثوي) كان ملاحظاً في درجة كبيرة، فحتى من غردت بطبخة أو بصورة فستان اشترته قصدت أن يكون اللون الأصفر (لون الشمس) حاضراً، وكانت الدقيقة الـ92 هي قمة الإثارة وذروة الحبكة الدرامية بضربة جزاء تم إعلانها ثم التراجع عنها لأنها أساساً لم تكن (ضربة جزاء)، وهنا فقط أدركت أن الأجنبي بكل مساوئه قادر على المحاكمة العقلية والتراجع عن قرار مصيري من دون أية حسابات أخرى سوى حسابات مهنيته وضميره، وهذا لا يعني أن المحلي أو العربي لا يفعلها، ولكن احتساب ضربة جزاء قبل 18 ثانية من نهاية مباراة مصيرية ثم التراجع عنه كان حدثاً تاريخياً ودرساً لكل من حمل الصافرة أو ينوي حملها. عودة النصر التي تمناها الجميع حدثت على رغم المناكفات والمشاكسات والحديث (عن الدفع الرباعي) الذي تضرر أم استفاد منه الجميع، ولكن هي ذي النفس والعين البشرية ترى عيوب غيرها ولا ترى عيوبها، وإن رأتها فستجد لها المبررات والأعذار، وتبقى مشكلات التحكيم جزءاً من كينونة كرة القدم وسيرورتها، وربما لو كانت كرة القدم خالية من الأخطاء لكانت أقل إثارة ومتعة. النصر عاد بأميره ورئيسه فيصل بن تركي وإدارته التي تضم الواثق الهادئ فهد المشيقح، وبلاعبيه الذين قيل عن بعضهم ما قيل من «منتهي الصلاحية، وعواجيز، ومبعدين)، ولكنهم أثبتوا أن (الذهب بالعتاق)، وأنهم كنز لم يقدر، فيما برز الشبان نجوماً مثل العنزي وشراحيلي وغالب والخميس، وكنت أتمنى رؤية فرحة خالد الغامدي الذي أفسد موسمه ومشاركته بإحراز اللقب عندما اختار الوقت غير المناسب لأمر رآه هو مناسباً وربما يكون على حق وأكون على خطأ، والأكيد أن لكارينيو بصمته الأبرز معنوياً قبل دورها فنياً وتكتيكياً، ومعه كادره التدريبي والطبي، وتتبقى التهنئة الأولى والأخيرة لمن عشق من دون شروط ولمن تحمّل أعواماً من الحرمان وبقي وفياً في زمن عز فيه الوفاء.. لجمهور الشمس.
مشاركة :