عندما تبرأ ساحة أي أزمة أو قضية من تهم التقصير والإهمال والفساد، لا يتبقى من أسباب إلا أن "عين ما صلّت على النبي" أصابت، وكانت هي المتسبب في ذلك!. حينها يظهر التساؤل: ما الجهة المسؤولة عن قضايا "العين" كما هو الحال مع التقصير والإهمال والفساد المسؤولة عن التحقيق فيها الجهات الرقابية كديوان المراقبة، وهيئة الرقابة والتحقيق، وهيئة مكافحة الفساد "نزاهة"؟! هنا يصبح من المهم إنشاء هيئة جديدة تعنى بمكافحة "العين"، تحمل اسم "الهيئة الوطنية لمكافحة الحسد"، ويمكن تسميتها اختصارا بـ"عين"، ويكون شعارها "العين حق"!. من مهام الهيئة الوليدة: القراءة على أي مشروع، من قبل كادرها المكوّن من "القرّاء" الثقات، أضف إلى ذلك إلزام كل مسؤول تنفيذي عند تعيينه في منصبه بضرورة مراجعتها، وتحصين نفسه من العين والسحر؛ كي لا يتكرر ما حدث مع أحدهم قبل سنوات، عندما اتهم بالرشوة والفساد قبل أن تنتهي التحقيقات إلى أن "الجني" الذي تلبسه هو الفاسد والمرتشي!. قد يظن البعض أن الحسد يصيب الأشخاص فقط، بينما الدول ومشاريع أجهزتها الحكومية بمنأى عنه. لكن هذا الظن سيزول عندما نستذكر ما حدث قبل فترة وجيزة، عندما انهار فجأة جسر "الثمامة" الواقع شرق مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ثم بعده بشهر حدث الشيء نفسه مع جسر "صلاصل"، الذي يبعد عن مدينة الدمام قرابة الـ50 كلم، مما تسبب في شل حركة المسافرين على طريق الرياض- الدمام. بينما صمد جسر "أنجي" في الصين أمام 8 حروب و10 فيضانات كبرى، وعدد كبير من الزلازل كان آخرها بقوة 7.2 ريختر. مع العلم أن الجسر الصيني أنشئ عام 595م، بينما جسورنا المنهارة أنشئت مطلع الثمانينات الميلادية!. أقولها وقد أكون جادا هذه المرة.. لم أجد تفسيرا لأزمات السكن والصحة والبطالة والتعليم وغيرها في بلد تطوف خيراته العالم، إلا أن البلد "معيونة"، وهناك من وضع "سحرا" لنبقى غارقين في أزماتنا!.
مشاركة :