أحدث انضمام سلطنة عمان للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي تقوده السعودية، صدمة في الأوساط الإيرانية، يقابلها احتفاء خليجي كبير بالخطوة المؤثرة على خارطة التحالفات القائمة في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وأصبح البلد الخليجي المعروف بسياسة الهدوء والنأي بالنفس ولعب دور الوسيط في الصراعات والعلاقة الممتازة مع خصم دول الخليج اللدود إيران، العضو رقم 41 في التحالف الإسلامي الذي أسسه ولي ولي العهد السعودي ووزير دفاع المملكة الأمير محمد بن سلمان العام الماضي. “عودة عمان” ووفقا لموقع إرم نيوز ، تعد الخطوة العمانية المفاجئة مؤشرا قويا على عودة عمان لبيتها الخليجي وفقا لمعلقين خليجيين كثر على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم رفض العمانيين أنفسهم لهذا الوصف معتبرين أنهم لم يخرجوا أصلا من بيتهم الخليجي حتى يعودوا. وقال محمد السلمي، المحلل السياسي السعودي ورئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية عبر حسابه في تويتر قائلاً “اكتمل اليوم عقد دول المجلس كمشاركين في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والعقبى للاحتفال الكبير بإعلان الاتحاد”. تغيير في قوة التحالفات بالمنطقة يقول كثير من المتابعين للمشهد السياسي في منطقة الشرق الأوسط، إن انضمام عمان للتحالف الإسلامي شكل تغييرا جذريا في التحالفات القائمة فيها، إذ أن انضمام السلطنة للتحالف الذي تقوده السعودية جاء في الوقت نفسه على حساب تحالف إيراني أصغر كان يعتبر سلطنة عمان جزءاً منه بشكل أو بآخر. وقال سلمان الأنصاري، المحلل السياسي ورئيس لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية – الأمريكية “سابراك”، قائلاً حول هذه النقطة “خطوة مسقط أقلقت طهران التي كانت تحاول بشتى الطرق أن تقنع السلطنة بالابتعاد عن عمقها الاستراتيجي المتمثل في دول الخليج”. وترى بعض القراءات الأخرى أن انضمام عمان للتحالف الإسلامي يفتح الباب واسعا أمامها للانضمام إلى التحالف العسكري الذي يضم الدول الخليجية الخمس الأخرى ودول عربية وإسلامية تقودها السعودية بهدف إعادة الشرعية في اليمن بعد سيطرة ميليشيات الحوثيين المدعومة من طهران على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة باليمن. وتستند تلك التحليلات إلى أن انضمام عمان لكل التحالفات التي تقودها السعودية في المنطقة يستند لقدرات عمان الدبلوماسية والعسكرية في آن، بحيث تواصل لعب دورها الدبلوماسي الحالي كوسيط وراع لأي مفاوضات سياسية مع إيران أو حلفائها في المنطقة مثل جماعة الحوثيين اليمنية، ولكن هذه المرة كطرف خليجي، إضافة لوضع قدراتها العسكرية تحت تصرف تحالفاتها الجديدة إذا اقتضت الحاجة. احتفاء خليجي وغضب إيراني وبينما قوبلت الخطوة العمانية بترحيب شعبي منقطع النظير انعكس في كلام المدونين الخليجيين على مواقع التواصل الاجتماعي، راحت وسائل الإعلام السعودية تتسابق في نشر تقارير تتحدث عن دلالة الخطوة العمانية ودورها في تقوية علاقة الرياض بمسقط التي قلما كانت دبلوماسيتها محل إعجاب في تلك الوسائل. وعلى الجانب الآخر، بدت وسائل الإعلام الإيرانية أو العربية التابعة لحلفاء طهران، مثل قناة “العالم” الإيرانية، وجريدة “الأخبار” التابعة لحزب الله اللبناني، غير راضية عن الخطوة العمانية، وراحت تقلل من أهمية وقدرة التحالف الإسلامي مستخدمة الأقواس والإشارات في ما تنشره كدليل على عدم اعترافها بذلك التحالف أو قادته. لكترونية.
مشاركة :