بعد ترشح الفيلم السعودي «بركة يقابل بركة» لجائزة الأوسكار، أعرب بطله الفنان الشاب هشام فقيه عن سعادته بذلك، خصوصاً أن العمل ينتقد العادات في المجتمع السعودي، ومدى تأثيرها في طموحات وأحلام الشباب داخله. في هذا الحوار يتحدث فقيه عن فيلمه، وصناعة السينما في السعودية، وأمور أخرى... وفيما يلي التفاصيل: كيف استطاع فيلم «بركة يقابل بركة» تجسيد واقع هموم الشباب السعودي؟ حاولنا صناعة فيلم صريح لا يتضمّن أي نوع من ابتزاز المشاعر أو التصنع، عكسنا من خلاله الواقع الذي نعيشه. لما كانت الكتابة أساس أي عمل رائع، فكان ذلك واضحاً في نص مخرج العمل محمود الصباغ الواقعي جداً الذي يرصد المشاكل بدقة شديدة. بدوري، حرصت في تمثيلي على تجسيد الشخصية بواقعية، ومن خلال شخصيات أعرفها لنقدم صورة حقيقية، وأعتقد أن هذا أفضل ما استطعنا تقديمه. نعاني ضغوطات اجتماعية عالية تجبرنا على أن نلتزم بقيود كالتقاليد والعادات المفروضة من جهات رسمية سواء في الوظيفة أو في التعاملات الحكومية، وفي الحياة الشخصية العادية مع الأصدقاء والأحباء، وهو ما اجتهد الفيلم في رصده بحساسية وواقعية أيضاً. هل لديك مخاوف بعدما انتقد الفيلم المجتمع السعودي؟ وهل سيُستخدم ذلك للهجوم ضده؟ من يرغبون في مهاجمة الفيلم أو لديهم مشاكل شخصية معنا كصانعين سينتقدون قبل المشاهدة حتى. ولكن رغم ذلك لا يمكننا إلا أن نصنع عملاً صريحاً يخاطب المجتمع ويعبر عنه. وكما قلت مسبقاً، من دون ابتزاز مشاعر. كذلك لم نهتم بأن يجذب الفيلم مشاهدات الغرب، بل صنعنا صورة تمثلنا بشكل فردي ونحن مسؤولون عن أنفسنا. ولكني لا أرى أن الفيلم سيُهاجم كثيراً بل على العكس سينال رضا فئة واسعة من الجمهور لأنه يمثلها. تجارب والسينما المستقلة حدثنا عن تجربتك مع الكوميديا واليوتيوب واختلافهما عن الفيلم؟ كل وسط مختلف عن الآخر وله معاناته ومميزاته ولا تجد المقارنة هنا. ولكني أحب أن أمزج بينها، لذا حاولت أن أشارك بخبرتي على المسرح والمونولج في الفيلم وأن أجعل الشخصية حقيقية تتصرف بلاإرادية وكوميدية، وأتصور أن المزج بين الأوساط جعل للفيلم روحاً أخرى. هل تستطيع السينما المستقلة أن تصنع طفرة في المجتمع السعودي بين صفوف الشباب؟ أكيد، فالناس يحبون مشاهدة محتوى سعودي وأكبر دليل على ذلك من وجهة نظري شبكات التواصل الاجتماعي «يوتيوب» و«سناب شات» و«فيسبوك»، فنحن نسبياً أعلى دولة في العالم تستخدمها. كذلك نحن نملك مواهب جبارة ولكننا نحتاج دعماً مؤسسياً كبيراً لأن ذلك أكبر محفز، فكثير منا لا يدخل الفن لأجل الفن فحسب، بل ثمة أشخاص ينظرون إلى الجانب المادي ويعتبرون هذا المجال وظيفة كغيرها، وهذا من حقهم. لذا لا بد من دعم كامل وتحفيز من المملكة. بعد حصد «بركة يقابل بركة» جوائز دولية عدة، ما المشاريع الفنية المقبلة لك؟ لا أستطيع أن أتكلم عنها، ولكني سأعمل مع المخرج محمود صباغ بالقوة إن لم يرض بذلك، فانتظرونا سوياً في تعاملنا الثاني. نريد دعماً مؤسسياً عن ترشح «بركة يقابل بركة» لجائزة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي، ومدى إمكانية إحداثه طفرة في صناعة السينما السعودية قال فقيه: «بالطبع سعيد جداً لأن الفيلم سيمثل السعودية لجائزة الأوسكار، فهو فخر لكل صانعيه، وللمملكة السعودية أيضاً». وبالنسبة إلى الصناعة، يتابع: «لا أستطيع أن أقول إن ثمة صناعة سينمائية في السعودية التي لا يتضمن تاريخها سوى فيلمين، وذلك يدل على أننا لا نملك الأدوات اللازمة كي تصبح لدينا صناعة سينمائية. لذا أعيد وأكرر، نريد دعماً مؤسسياً حقيقياً لصناعات المحتوى بمشاركة فعلية من الشباب وأتمنى أن يلهم الفيلم المجتمع السعودي كي يستمر في التقّدم في هذا المجال.
مشاركة :