طرح الفنان الشعبي المصري حكيم أغنيته الجديدة «مسك الختام» خلال الأيام الماضية، مواصلاً بذلك إطلاق أغانٍ منفردة عبر قناته على «يويتوب». في دردشته مع «الجريدة» يتحدث حكيم عن الغناء والأغنية الدينية التي طرحها، بالإضافة إلى موقفه من تكرار تجربة التمثيل. ما سبب تقديمك أغنيتك الدينية «مسك الختام»؟ حرصت على أن تشكّل الأغنية احتفالاً مختلفاً بالمولد النبوي. استغرقت مني وقتاً طويلاً خلال التحضير لرغبتي في إطلاق عمل مختلف، فحرصت على عقد جلسات متعددة مع الشاعر أمل الطائر لدراسة فكرتها وطريقة تقديمها، ثم جلسات أخرى مع كل من الموسيقار وحيد المليجي والموزع كريم عبد الوهاب. والحقيقة أن نجاح الأغنية وتفاعل الجمهور معها جعلاني أشعر بسعادة كبيرة. تحاول تقديم موسيقى مختلفة باستمرار، فهل تتقصد ذلك؟ بالتأكيد، سواء في الألحان أو الكلمات، وبعضها يكون مفاجئاً للجمهور. مثلاً، أغنية «حلاوة روح»، رغم أنني قدمتها مجاملة للمنتج محمد السبكي بسبب صداقتنا القوية الممتدة على مدار 20 عاماً، فإنها شكلت نقطة مهمة في مسيرتي الفنية وتطلب مني في حفلاتي كافة. لماذا تركز على الأغاني المنفردة؟ أحاول تحقيق التوازن بين الأغاني المنفردة التي تؤكد استمرارية حضوري وبين التحضير لألبوم، خصوصاً أن سوق الألبومات يعاني منذ سنوات بسبب الظروف السياسية الصعبة والقرصنة على الإنترنت التي تواجه الجميع. أشير هنا إن هذه المشكلة تحتاج إلى حل جذري كي تستعيد شركات الإنتاج قوتها وقدرتها على العمل، سواء مع النجوم أو الفنانين الشباب الذين يحتاجون إلى دعم في بداية مشوارهم لتعريف الجمهور إليهم. هل يشكّل هذا الأمر سبب خوضك تجربة الإنتاج؟ أسعى من خلال اهتمامي بالإنتاج إلى تقديم أعمال جيدة بغض النظر عن الميزانية. لذا أنفق الكثير لتخرج الأغنية في أفضل صورة، سواء في التسجيل الصوتي أو التصوير بطريقة الفيديو كليب. ورغم عروض شركات الإنتاج الكثيرة، أفضّل خوض هذه التجربة بنفسي كي أبقى حراً ولا أتقيد بأي شروط سواء تعلقت بالمحتوى أو بالميزانية، لا سيما أن الأخيرة تكون عادة ضعيفة أو تتضاءل عند التنفيذ لأسباب مختلفة أتفهمها كفنان، لكنها ليست كافية من وجهة نظري كي لا أصنع عملاً بالصورة المناسبة للجمهور. حفلات وبرامج عدت من الولايات المتحدة حيث أحييت حفلة. ماذا عنها؟ شاركت في حفلة في مهرجان بروكلين، وكان لافتاً تفاعل الجالية العربية والأميركيين مع الموسيقى والأغاني. كذلك استغليت الفرصة محاولاً الترويج للسياحة المصرية، فشعرت بأنني أقدّم خدمة لبلدي. عموماً، أعتبر الاهتمام بالموسيقى العربية وتقديمها في المهرجانات العالمية فرصة للاحتكاك بشكل أكبر بالفنانين العالميين، لا سيما أن لدينا موسيقى وألحاناً مهمة تعبّر عن عالمنا العربي. وبالنسبة إليّ، حفلاتي خارج مصر، كما حفلاتي داخلها، تجعلني فرحاً وأحرص عليها رغم الصعوبات التي تواجهنا أحياناً في التنسيق مع المنظمين والاهتمام بأمور السفر، فضلاً عن التنقل من مدينة إلى أخرى في وقت قصير. أعلنت عن برنامج «نجم الشعب» أكثر من مرة لكنه لم ير النور. ما السبب؟ يرتبط تأخير عرض البرنامج بظروف قناة «المحور»، لكن فكرته قائمة واخترنا فعلاً المواهب التي سنقدمها. إنها تجربة مهمة للغاية بالنسبة إليّ لأنني أحقق من خلالها حلمي باكتشاف المواهب المصرية وتقديم نسخة مصرية جادة من برامج «اكتشاف المواهب» التي رغم معارضتي لها بدايةً، فإنني وجدتها نجحت في إلقاء الضوء على أصوات حقيقية تمثل إضافة إلى الغناء العربي. لماذا لم تقدم موسماً جديداً من برنامج «شكلك مش غريب»؟ اتفقنا على تقديم موسم واحد من البرنامج عند التعاقد. عموماً، كانت تجربة جيدة بالنسبة إلي، استمتعت بها وأتمنى أن تتكرر، لأنها تشكّل أحد الأعمال التي أعتزّ بها في مسيرتي الفنية. ما سبب عدم خوضك تجربة التمثيل مجدداً بعد فيلمك «علي سبايسي»؟ لا أمانع خوض تجربة التمثيل مجدداً، لكن لدي رغبة في تقديم شكل إيجابي في أي مشروع فني أقدمه، وهو أمر صعب راهناً ويدفعني إلى التفكير جيداً قبل الموافقة على أية تجربة. فضلاً عن ذلك، الأدوار كافة التي عُرضت عليّ لا تناسبني ولم أشعر بأنني سأكون سعيداً إن قدمتها. وللحقيقة، قدّم ممثلون آخرون كثيراً منها ونجحوا فيها، لكني لم أشعر بضيق لإيماني بأن دوري الذي أتمناه لم يأت بعد. أبحث عن نموذج إيجابي بسؤاله عن دور محدّد يعود به إلى التمثيل، ويضعه شرطاً إزاء كل عرض يُعرض عليه؟ قال حكيم: «ليس شرطاً. بل أبحث عن نموذج إيجابي يمكن تقديمه للمجتمع. للصراحة، المنتج محمد السبكي حاول معي كثيراً في أفلام سينمائية عدة قدّمها، لكني لم أجد نفسي فيها رغم نجاح هذه التجارب».
مشاركة :