تستضيف المملكة الاجتماع الأول للتحالف الاسلامي العسكري ضد الارهاب المزمع عقده في مارس المقبل، وهو اجتماع حيوي وهام سوف يضع الملامح الأولى لقيام الاستراتيجية الاسلامية الموحدة المناط بها وضع الخطط المستقبلية لمكافحة ظاهرة الارهاب وملاحقة الارهابيين الذين يتربصون الدوائر بأمن واستقرار دول التحالف الاسلامي، ويسعون لتخريب كل المنجزات الحضارية داخل تلك الدول. ولا شك أن انضمام سلطنة عمان الى التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب يمثل الحكمة الرفيعة التي يتحلى بها سلطان عمان ورغبته الشديدة في مكافحة تلك الظاهرة دعما لكل عمل اسلامي من شأنه احتواء تلك الظاهرة الشريرة والحد من خطرها الداهم على الأمة الاسلامية ورغبتها في العيش بسلام واطمئنان وأمن. وإشادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بانضمام السلطنة الى هذا التحالف الاسلامي تمثل أهمية الانضمام وقدرة السلطنة على إبداء مشورتها لدفع العمل الاسلامي العسكري المشترك لمكافحة الارهاب الى خطوات متقدمة من شأنها احتواء تلك الظاهرة واحتواء أخطارها الكبرى على الأمة الاسلامية. إعلان المملكة عن تشكيل قوات اسلامية مشتركة لمحاربة الارهاب الذي تقوده يمثل خطوة هامة نحو العمل الاسلامي الجماعي لمكافحة تلك الظاهرة والعمل على احتوائها بكل السبل الممكنة، والاعلان في حد ذاته يمثل خطوة هامة وحيوية نحو بلورة كافة الجهود الاسلامية التي بإمكانها بإذن الله أن تحاصر تلك الظاهرة وتحول دون تفشيها داخل المجتمعات الاسلامية، وهو ما تسعى اليه كافة الدول الاسلامية دون استثناء. والتحالف الاسلامي لمكافحة ظاهرة الارهاب مطابق تماما للأعراف والمواثيق والمبادئ الاسلامية التي تحارب الظلم والتعسف والجبروت وهي صفات تتمثل في الارهابيين في أي مكان. وهذا التحالف يستدعي بالضرورة اقامة التنسيق الكامل ووضع اللبنات الأساسية الأولى لقيام هذا التحالف بالتزاماته وتطبيق مشروعه الذي يستهدف محاصرة ظاهرة الارهاب والقضاء عليها داخل المجتمعات الاسلامية وملاحقة الارهابيين أينما وجدوا للقصاص منهم وتخليص المسلمين من شرورهم وأخطارهم، فتنسيق الجهود وبلورتها للوصول الى تلك الأهداف يعد خطوة أساسية أولى نحو عمل اسلامي مشترك للقضاء على ظاهرة الارهاب. وبالتالي فإن الاجتماع سوف يرسم بوضوح ملامح الاستراتيجية العسكرية والفكرية والمالية والاعلامية التي تهدف لمواجهة الارهاب والتصدي له ودراسة الكيفيات التي سوف يتم بمقتضاها مكافحة تلك الآفة والعمل على اجتثاثها من جذورها داخل المجتمعات الاسلامية، فوضع تلك الاستراتيجية يعد من أهم الأعمال الحيوية التي سوف ترسم الملامح القادمة لمواجهة تلك الظاهرة ومواجهة أصحابها. ويتضح من خلال النية لاقامة التحالف الجديد اهتمام العالم الاسلامي وحرصه الشديد على محاربة الارهاب الذي يشكل خطرا فادحا على العالم الاسلامي بكل مقدراته وآماله العريضة في العيش بسلام وأمان واستقرار، والارهاب بكل أشكاله وصوره ومسمياته وأهدافه الشريرة يستهدف المساس بأمن الدول الاسلامية واستقرارها والعبث بحرية سكانها، وهو خطر يناقض مبادئ وتشريعات العقيدة الاسلامية السمحة. الأهمية بالغة لانشاء مركز التحالف الاسلامي ومقره الرياض، وسوف يكون المركز مكلفا بتطوير كل الأساليب والجهود لمحاربة الارهاب بدول العالم الاسلامي وتنسيق كافة الجهود بين الدول المشاركة للارتقاء بالقدرات والأساليب اللازمة لمحاربة تلك الآفة الشريرة، ومكافحة كل ما يزعزع أمن دول العالم الاسلامي ويهدد استقرارها. كاتب
مشاركة :