((من المستحيل أن يصل شعب من الشعوب إلى مستقبل سليم دون احترام القيم وإحيائها)) - حكمة عالمية - قبل سنوات أطلق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، تحديداً عام 2011م مشروع «مجتمع القيم النبوية» نحو الاهتمام ببناء الإنسان وتنمية المكان، واعتمدته الإدارة العامة للتربية والتعليم بمكة بهدف تفعيل القيم النبوية والتمسك بأخلاق النبي الكريم. وهذا العام أطلقت إمارة مكة المكرمة «كيف نكون قدوة» شعاراً لملتقى مكة الثقافي الذي هو بشراكة أكثر من 56 جهة ويستهدف الأسرة، الشباب، الاعلاميين، المعلمين؟، أساتذة الجامعة، رجال الأمن، أئمة المساجد، الخطباء، الدوائر الحكومية والأهلية. في رأيي إنهما مشروعان رائدان في تعزيز القيم المجتمعية. ومشروع ملتقى مكة الثقافي هذا العام والذي شعاره «كيف نكون قدوة؟» يمكن الإعلاميين من إنجاح هذا المشروع الذي استهدف القدوة إطارا لتحقيق أهدافه، اذ ان وسائل الاعلام هي من الأدوات الفعالة لتحقيق مشروع القدوة وفق نظرية التعلم بالنمذجة learning by modeling، خاصة وأن التفاعل مع الشخصية النموذج لن يكون مباشراً لوفاة رسولنا الكريم، فبالتالي تقع مسؤولية التفاعل على وسائل الاعلام والمصادر الأخرى غير المباشرة مثل الروايات الأدبية والدينية لنشر قيم شخصيته وتعزيز اتباعها. والحق اننا لن نجد اعظم من شخصية سيد الخلق محمد بن عبدالله انموذجا يقتدى به ،وهي فرصة لاشاعة السيرة النبوية في التعاملات الحياتية ووضعها ضمن منهجية متناسبة مع زمننا المشتعل معلوماتياً بإيقاع سريع. مشروع ملتقى مكة الثقافي في شعاره هذا العام الذي وضع رسالته تنمية انسان المنطقة وجعله هو القدوة بسلوكياته المستقاة من ديننا الإسلامي ومنهج القرآن والسنة هو مشروع رائد لانه يستند الى سلوكيات من كان خلقه القرآن، وهي شخصية واقعية ومقدسة، وهنا يكون التعلم بالنمذجة قويا بالإضافة إلى توفر استعداد الانسان وكفاءة البيئة. ميزة القدوة أو النمذجة انها تعزز مفهوم اكتساب سلوكيات جديدة دون الركون الى عوائق العمر او الموارد البيئية. هنيئا لاهل منطقة مكة المكرمة اميرهم المميز انسانا وقائداً، وهنيئا للامير كوكبة الشباب السعودي في إمارة مكة المكرمة المتحمّس لبناء وطنه.
مشاركة :