اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في سوريا برعاية روسية تركية

  • 12/30/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – الوكالات: أعلن وقف اطلاق نار شامل في سوريا اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة، بموجب اتفاق روسي تركي وافقت عليه دمشق والفصائل المعارضة، تمهيدا لبدء جولة جديدة من المفاوضات لانهاء النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات. وبعد لقاءات عدة في تركيا بين مبعوثين روس وممثلين للفصائل المعارضة، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس التوصل إلى وقف لاطلاق النار ضمن اطار اتفاق بين النظام السوري وفصائل المعارضة يتضمن بدء محادثات سلام دولية مع تركيا وإيران في استانا عاصمة كازاخستان. وقال بوتين خلال لقاء مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين ان «حدثا انتظرناه منذ زمن وعملنا كثيرا من اجل التوصل اليه تحقق قبل بضع ساعات». وابدى كل من الجيش السوري والفصائل المقاتلة والائتلاف السوري المعارض موافقتهم على وقف اطلاق النار تزامنا مع ترحيب الامم المتحدة بالاتفاق، املا أن يسمح بايصال المساعدات للمدنيين. وتحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن سبع مجموعات تمثل 62 ألف مقاتل من «ابرز قوات» المعارضة، وقعت على اتفاق وقف اطلاق النار مع دمشق، بينها حركة احرار الشام الإسلامية التي تحظى بنفوذ. ويأتي هذا الاتفاق على ضوء التقارب الاخير بين موسكو حليفة دمشق وانقرة الداعمة للفصائل المعارضة، في غياب اي دور للولايات المتحدة التي كانت قد توصلت وروسيا إلى اتفاقات مماثلة سابقا لكنها لم تصمد. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتفاق وقف اطلاق النار «فرصة تاريخية» لانهاء الحرب في سوريا. وأكّد بوتين واردوغان خلال اتصال هاتفي الخميس اهمية «تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب»، مشددين وفق بيان للكرملين على ان «وقف اطلاق النار لا يشمل مجموعات ارهابية وبالدرجة الاولى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)». وبحسب بيان الجيش السوري، «يستثنى» من القرار «تنظيما داعش وجبهة النصرة الارهابيان والمجموعات المرتبطة بهما». الا ان اسامة ابو زيد المستشار القانوني لفصائل المعارضة الذي شارك في المفاوضات مع الجانبين الروسي والتركي، أكّد في مؤتمر صحفي في انقرة ان الاتفاق «يشمل جميع المناطق وجميع الفصائل العسكرية الموجودة في مناطق المعارضة السورية». وشدد أحمد رمضان رئيس الدائرة الإعلامية في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» على ان «الاتفاق يستثني فقط تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيمات ارهابية اخرى» لكنه يشمل جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل إعلانها فك ارتباطها مع القاعدة). وأوضح ان الاتفاق يسري على «جميع المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة أو تلك التي تضم المعارضة المعتدلة مع عناصر فتح الشام على غرار ادلب» في شمال غرب البلاد. وبالتوازي مع اتفاق وقف اطلاق النار، أعلنت موسكو بدء الاستعدادات لمحادثات سلام يفترض ان تعقد في استانا قريبا، في كانون الثاني/يناير على الارجح. وناقش بوتين واردوغان الخميس الجهود الجارية حاليا لتنظيم هذه المفاوضات. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس «سنبدأ مع تركيا وإيران الاعداد للقاء استانا»، مضيفا ان موسكو مستعدة لدعوة مصر وتحاول جذب قوى إقليمية اخرى كالسعودية وقطر والعراق والاردن. وأشار كذلك إلى سعي موسكو لاشراك ادارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلم مهامه الشهر المقبل، خلفا للرئيس الحالي باراك أوباما الذي يبدو ان لا دور لادارته في المفاوضات الجارية. ولم يحدد لافروف المجموعات المعارضة التي ستفاوض ممثلي الرئيس السوري بشار الاسد على طاولة المحادثات. وأكّد ابو زيد بدوره «التزام المعارضة بان تشترك في مفاوضات الحل السياسي خلال شهر من دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ» وفق بنود الاتفاق، موضحا ان وفد المعارضة سيكون «منبثقا عن الهيئة العليا للمفاوضات». وفي جنيف، اعرب مبعوث الامم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن دعمه لمحادثات استانا، املا أن تساهم هذه التطورات في «استئناف المفاوضات السورية.. التي ستتم الدعوة اليها برعاية الامم المتحدة في 8 فبراير 2017». وشدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على ان اجتماع استانا «ليس بديلا عن لقاء جنيف بل مرحلة مكملة له». وبعد قطيعة نجمت عن اسقاط تركيا طائرة روسية على الحدود السورية في اواخر 2015، تكثف التعاون بين الطرفين مؤخرا. وفي مؤشر على الحد الذي بلغه التقارب الثنائي في سوريا، شنت مقاتلات روسية ليل الاربعاء الخميس غارات على مدينة الباب حيث تخوض القوات التركية وفصائل معارضة هجوما لطرد تنظيم الدولة الإسلامية منها. ورحبت واشنطن بحذر بالاتفاق. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر ان «المعلومات بشأن وقف لاطلاق النار في الحرب الاهلية في سوريا تشكل تطورا ايجابيا نرحب بكل جهد لوقف العنف وانقاذ الارواح وتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات السياسية المثمرة».

مشاركة :